[تقتضي] (٥٨) العصمة كما بيناه (٥٩) ، فلا يمكن شمول الآية لهن ، لعدم عصمتهن بالاتفاق.
قال بعض الفضلاء : الحق إنهن لو كن معنيات لما خرجت عائشة على الإسلام وعصت الإمام ، وأي رجس أعظم من ذلك؟! (٦٠).
على أنه (٦١) ذكر الشيخ ابن حجر (٦٢) المتأخر ـ في
__________________
(٥٨) في الأصل : (يقتضي) وما بين العضادتين هو الصحيح.
(٥٩) بينه ـ قدسسره ـ في وجه دلالة الآية على العصمة ص ٤٢٤.
(٦٠) لا شك أن عائشة قد أدركت عظيم ما اقترفته من إثم بخروجها على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، الذي هو خروج على الإسلام كله كما حكاه المصنف ، هذا بعد أن أمرت أن تقر في بيتها بمحكم التنزيل العزيز ، ولا ينكر هذا إلا من تجاهل البديهيات أو تمحل في تأويل الواضحات.
ففي الدر المنثور ٦ / ٦٠٠ أخرج ابن أبي شيبة ، وابن سعد ، وعبد الله بن أحمد في (زوائد الزهد) ، وابن المنذر ، عن مسروق بن الأجدع ، أنه قال : كانت عائشة إذا قرأت قوله تعالى : (وقرن في بيوتكن) بكت حتى تبل خمارها.
وفي الجامع لأحكام القرآن ـ للقرطبي ـ ١٤ / ١٨٠ : قال ابن عطية : بكاء عائشة إنما كان بسبب سفرها أيام الجمل.
وفي مقابل هذا (السفر!) أخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن محمد بن سيرين ـ كما في الدر المنثور ٦ / ٥٩٩ ـ أن سودة زوج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قيل لها : ما لك لا تحجين ولا تعتمرين؟ فقالت : حججت واعتمرت ، وأمرني الله أن أقر في بيتي ، فوالله لا أخرج من بيتي حتى أموت. قال : فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت بجنازتها.
ومن هنا يتبين أنه مع فرض دخول النساء في ح كم الآية ـ وفرض المحال ليس بمحال ـ فلا معنى لتخصيص السيدة عائشة بحصة أوفر من التطهير على ضراتها كما ذهب إليه ابن كثير في تفسيره ٣ / ٤٩٤ حيث قال : (وعائشة الصديقة بنت الصديق (رض) أولاهن بهذه النعمة ، وأحظاهن بهذه الغنيمة ، وأخصهن من هذه الرحمة العميمة)!! خصوصا وأن لطف التعبير (سفرها أيام الجمل) مما يستوجب استثناءها التام من هذه النعمة والغنيمة والرحمة العميمة.
(٦١) من هنا اقتبس المصنف ـ قدسسره ـ مرة أخرى ، وذكر ما اقتبسه في إحقاق الحق ٢ / ٥٦٧.
(٦٢) هو : أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيثمي ، أصله من مصر ، وولد بها سنة ٩٠٩ ه ، وتلقى العلم بالأزهر ، من كتبه : تحفة المحتاج لشرح المنهاج (في الفقه الشافعي) ،