وتظهر جوازا إذا وقعت بعد لام الجرّ ولم تصحبها لا النافية ، نحو «جئتك لاقرأ» و «لأن أقرأ» ، هذا إذا لم تسبقها «كان» المنفية.
إضمار أن وجوبا :
فإن سبقتها «كان» المنفية (١) وجب إضمار «أن» نحو «ما كان زيد ليفعل» ولا تقول : «لأن يفعل» قال الله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ)(٢).
ويجب إضمار «أن» بعد «أو» المقدرة بحتى ، أو إلّا ، فتقدر ب «حتى» إذا كان الفعل الذي قبلها مما ينقضي شيئا فشيئا ، وتقدّر ب «إلا» إن لم يكن كذلك ، فالأول كقوله :
__________________
(١) نحو ما كان ، أو لم يكن ، واللام تسمى لام الجحود أي الإنكار ، ومثال لم يكن قوله تعالى : «لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ».
(٢) آية ٣٣ سورة الأنفال وهي : «وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ». ما : نافية ، كان الناقصة ترفع الاسم وتنصب الخبر ، لفظ الجلالة اسمها مرفوع ، ليعذبهم : اللام لام الجحود ، يعذب : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد لام الجحود وعلامة نصبه الفتحة ، والهاء : مفعول به والميم علامة الجمع ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى لفظ الجلالة وأن المضمرة وما بعدها في تأويل مصدر مجرور باللام أي : لتعذيبهم ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر كان والتقدير ما كان الله مريدا لتعذيبهم. وأنت : الواو للحال : أنت : مبتدأ فيهم : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ أنت والجملة في محل نصب حال.