إذا وقع بعد جزاء الشرط فعل مضارع مقرون بالفاء أو الواو ، جاز فيه ثلاثة أوجه : الجزم ، والرفع ، والنصب ، وقد قريء بالثلاثة قوله تعالى : (وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ) (١) بجزم «يغفر» ورفعه ونصبه (٢) ، وكذلك روي بالثلاثة قوله :
٧٤ ـ فإن يهلك أبو قابوس يهلك |
|
ربيع الناس والبلد الحرام |
ونأخذ بعده بذناب عيش |
|
أجبّ الظهر ليس له سنام (٣) |
روي بجزم «نأخذ» ورفعه ونصبه.
__________________
(١) آية ٢٨٤ سورة البقرة : «لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».
(٢) بالجزم على أنه معطوف على الجواب المجزوم «يحاسبكم» والرفع على أن الفاء استثنافية والنصب بإضمار أن وجوبا بعد الفاء كما ينصب بعد الاستفهام لأن الجزاء يشبهه في عدم التحقق وتكون الفاء سببية.
(٣) البيتان للنابغة الذبياني يمدح النعمان بن المنذر ، وكنيته أبو قابوس ، ذناب العيش : عقبه ، أجب الظهر : مقطوعة ، والسّنام : ما ارتفع من ظهر البعير ، فقد شبه النعمان بالربيع الخصب لأنه كريم وشبهه بالبلد الحرام في أمن الملتجيء إليه ، فإن يمت النعمان عشنا بعده بطرف عيش قليل الخير كالبعير المهزول الذي ذهب سنامه فنبقى بعده في شدة وسوء حال.
الإعراب : إن : حرف شرط جازم ، يهلك : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بالسكون أبو : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الستة ، أبو : مضاف ، قابوس : مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف والمانع له العلمية والعجمة ، يهلك ، فعل مضارع جواب الشرط مجزوم بالسكون ، ربيع : فاعل ، وهو مضاف ، الناس : مضاف إليه ، والبلد : الواو حرف عطف ، البلد : معطوف على ربيع مرفوع بالضمة ، الحرام : صفة مرفوع بالضمة ، ونأخذ : الواو عاطفة ونأخذ : مضارع مجزوم على جواب الشرط والفاعل : ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن ويروى «ونأخذ» بالرفع فالواو استثنافية والفعل مرفوع لتجرده من الناصب والجازم.