فقوله : «وزهر» معطوف على الضمير المستتر في «أقبلت».
وقد ورد ذلك في النثر قليلا ؛ حكى سيبويه رحمهالله تعالى : «مررت برجل سواء والعدم» برفع. «العدم» بالعطف على الضمير المستتر في «سواء» (١).
وعلم من كلام المصنف ؛ أن العطف على الضمير المرفوع المنفصل لا يحتاج إلى فصل ، نحو «زيد ما قام إلا هو وعمرو» وكذلك الضمير المنصوب المتصل والمنفصل ، نحو «زيد ضربته وعمرا ، وما أكرمت إلا إياك وعمرا» وأما الضمير المجرور فلا يعطف عليه إلا بإعادة الجار له ، نحو «مررت بك وبزيد» ، ولا يجوز «مررت بك وزيد».
هذا مذهب الجمهور ، وأجاز ذلك الكوفيون ، واختاره المصنف ، وأشار إليه بقوله :
__________________
في أقبلت ، تهادى : فعل مضارع أصله تتهادى مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ، والفاعل ، ضمير مستتر جوازا تقديره هي. والجملة في محل نصب حال من فاعل أقبلت ، كنعاج : جار ومجرور متعلق بمحذوف حال ثانية من فاعل أقبلت ، نعاج مضاف والفلا مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر ، تعسفن : تعسف : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ، والنون ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل ، رملا : منصوب بنزع الخافض أي تعسفن في رمل.
الشاهد : «أقبلت وزهر» فإنه عطف «زهر» على الضمير المستتر في أقبلت وهو الفاعل من غير أن يفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بالضمير المنفصل أو بغيره.
(١) لتأويل «سواء» والتقدير رجل مستو هو والعدم ، ومثال العطف على الضمير المتصل البارز بلا فاصل قوله صلىاللهعليهوسلم : «كنت وأبو بكر وعمر».