بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الجزء الرابع
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسّلام على المعلم الأمين ، نبينا محمد وعلى آله وصحابته الطيبين الطاهرين. وبعد
فهذا هو الجزء الرابع الأخير من شرح ابن عقيل في طبعته التي أسلفنا الحديث عن مزاياها في الأجزاء السابقة ، وذلك سعيا لتحقيق الغاية النبيلة التي نعمل جاهدين لبلوغها ، ألا وهي توثيق علم النحو في عقول طلابه ونفوسهم بعد ألسنتهم وأقلامهم ، ليكون سبيلا ممهّدا يوصل إلى فهم كتاب الله على الوجه الأمثل ، يضع أيديهم ما أمكن على جوانب تفوق أساليبه ، ورفعة بيانه ، وإعجاز نظمه ...
فإذا وصل الطالب بعد اجتيازه هذه المراحل الدراسية الأربع من تحصيل علم النحو ـ إلى هذه الغاية المثلى ؛ فقد تم له من سعيه المبارك ما أراد ، وتم لنا من التماس رضوان الله بتمهيد السبيل إلى هذه الغاية المنشودة ما أوردنا.
فليس من طريق لإدراك الإعجاز البياني في كتاب الله سوى علم النحو ومعانيه ومعاني معانيه ... فالطالب السعيد هو الذي يضع نصب عينيه ـ وهو يسعى في تحصيل هذا العلم ـ تلك الغاية الرفيعة النبيلة التي تجعله لا يكتفي من هذا التحصيل بحفظ قواعده النظرية التي توصله إلى السلامة في النطق والكتابة فحسب.