فمع بلوغ مرحلة هذا الجزء الرابع ، يكون الطالب قد وضع قدميه على عتبة التخرج في الكلية ؛ ليبدأ الرحلة الحقيقية صعودا نحو فهم أفضل لكتاب الله تعالى ... وهذا هو الاختبار الحقيقي لمدى ما حصّله في سنواته السالفة في علم النحو وقواعده وأساليبه ومعانيه.
فليتابع الطريق الذي بدأناه معا من ممارسة التطبيق على النصوص القرآنية الكريمة ، وتتبع اختيار أقوم الوجوه الإعرابية فيها ، مستضيئا بأكثر المعاني الناجمة عنها سلامة وسموا ... لأن السلامة والسمو من صفات المعاني القرآنية ، فلا بد للوجه الإعرابي من أن ينسجم مع هذه المعاني القرآنية السامية.
وخلاصة القول ، فإن علامة الإتقان في ميدان هذا العلم الأصيل ؛ تتبدى حين يمكّن صاحبه من الدخول بثقة في لجة النص القرآني الكريم ، والخروج منها وهو يشعر بالقدرة على استخراج المعاني الدقيقة متّشحة بما يليق بها من السلامة والسمو.
وأسأل الله تعالى أن يجزي خير الجزاء الأخ محمد زياد المخللاتي صاحب دار العصماء الذي قام بطبع هذا الكتاب.
والله سبحانه لا يضيع أجر المحسنين ، إنه تعالى ولي المتقين ، والحمد لله رب العالمين.
|
أ. د / محمد علي سلطاني |