الأولى : أن يكون التابع مفردا ، معرفة ، معربا ، والمتبوع منادى ، نحو «يا غلام يعمرا» فيتعين أن يكون «يعمرا» عطف بيان ، ولا يجوز أن يكون بدلا ، لأن البدل على نيّة تكرار العامل : فكان يجب بناء «يعمرا» على الضم ؛ لأنه لو لفظ ب «يا» معه لكان كذلك.
الثانية : أن يكون التابع خاليا من «أل» والمتبوع ب «أل» وقد أضيفت إليه صفة بأل ، نحو «أنا الضارب الرجل زيد» فيتعين كون «زيد» عطف بيان ، ولا يجوز كونه بدلا من «الرجل» ؛ لأن البدل على نية تكرار العامل ، فيلزم أن يكون التقدير : «أنا الضارب زيد» ، وهو لا يجوز ؛ لما عرفت في باب الإضافة من أن الصفة إذا كانت بأل لا تضاف إلا إلى ما فيه أل ، أو ما أضيف إلى ما فيه أل ، ومثل «أنا الضارب الرجل زيد» قوله :
٢٧ ـ أنا ابن التّارك البكريّ بشر |
|
عليه الطير ترقبه وقوعا (١) |
فبشر : عطف بيان ، ولا يجوز كونه بدلا ؛ إذ لا يصح أن يكون التقدير : أنا ابن التارك بشر».
وأشار بقوله : «وليس أن يبدل بالمرضيّ» إلى أن تجويز كون «بشر» بدلا غير مرضيّ وقصد بذلك التنبيه على مذهب الفرّاء والفارسي.
__________________
(١) قائل البيت : المرّار بن سعيد الفقعسيّ ، البكريّ : نسبة إلى بكر بن وائل ، بشر هو بشر بن عمرو ، أي : أنا ابن الرجل الذي ترك البكريّ بشرا تنتظره الطير لتقع عليه بعد موته وتأكل منه.
الإعراب : أنا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، ابن : خبر ، التارك مضاف إليه ، وهو مضاف ، البكري : مضاف إليه ، بشر : عطف بيان على البكري مجرور بالكسرة ، عليه : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ، الطير : مبتدأ مؤخّر ، والجملة في محل نصب حال من البكري ، وجملة ترقبه : في محل نصب حال من الطير وقوعا : مفعول لأجله.
الشاهد : «البكري بشر» يجب إعراب بشر عطف بيان ، ولا يجوز أن يكون بدلا ، إذ لا يجوز أن يقال أنا ابن التارك بشر ، لأن الصفة المتصلة بأل لا تضاف إلا إلى ما فيه أل ، لكن الفراء والفارسي أجازا البدلية في هذا البيت ، لأنهما يجيران إضافة الصفة المقرونة بأل إلى جميع المعارف نحو : «أنا المكرم محمد».