[٨٠] ومذ أراد الرجس هدم الكعبه |
|
قضى برغم الأنف منه نحبه |
______________________________________________________
[٨٠] كان توجيه الجند إلى الكعبة بعد وقعة الحرة ، توجه إليها مسلم بجنده لحرب ابن الزبير ، وكان مسلم مريضا فمات بالمشلل قبل وصوله إلى مكة المعظمة ، واستخلف على الجند الحصين بن نمير ، ودامت الحرب بينهم
__________________
زمن خلافة الأمويين ، وعلى وجه التحديد في زمن يزيد بن معاوية ، حيث كانت بقيادة مسلم ابن عقبة ، وفيها انتهكت الأعراض واستبيحت الحرمات على مرأى ومسمع من الجميع ، فقد أبيحت المدينة المنورة لمدة ثلاثة أيام حتى افتضت فيها ألف بنت باكر من بنات المهاجرين والأنصار ، وقتل أيضا الكثير من المهاجرين والأنصار وأبنائهم وسائر المسلمين ، ويقدر عدد الذين قتلوا ظلما وعدوانا بزهاء العشرة آلاف وسبعمائة وثمانون رجلا ، حيث لم يبق في المدينة أي من الذين شاركوا في وقعة بدر ، بالإضافة إلى كل هذه التعديات والانتهاكات ، فقد كان قتل النساء والأطفال مروعا وما لا يتحمله العقل وما جاوز الحد ، بحيث كان الجندي الأموي يأخذ الطفل من محالب أمه ويرمي به نحو الحائط فينتثر دماغه وأمه تنظر إليه.
وأمرهم المجرم بالبيعة إلى يزيد على أنهم خول وعبيد ، إن شاء استرق وإن شاء أعتق ، فبايعوا يزيد على إكراه وأموالهم مسلوبة وحرماتهم مهتوكة ورحالهم منهوبة ودماؤهم مسفوكة.
وبعث المجرم ابن عقبة برؤوس أهل المدينة إلى طاغيته يزيد بن معاوية ، فلما وضعت بين يديه استشهد بالأبيات المشهورة لابن الزبعرى وهو أحد شعراء العصر الجاهلي (أنظر : شعر ابن الزبعرى : ٤٢) :
ليت أشياخي ببدر شهدوا |
|
جزع الخزرج من وقع الأسل |
قد قتلنا القرن من سادتهم |
|
وعدلناه ببدر فاعتدل |
ثم بعد ذلك توجه المجرم ابن عقبة لقتال ابن الزبير ـ وقد كان في مكة ـ فهلك لعنه الله وهو في طريقه إليها.
وتأمر بعده الحصن بن نمير بعهد من يزيد ، فتوجه نحو مكة المكرمة ، ونصب عليها المجانيق ، وفرض على جيشه أن يرموا عشرة آلاف صخرة في يوم واحد على البيت الحرام ، فحاصر الكعبة عدة أشهر ، وهي محرم الحرام وصفر وشهري ربيع الأول والثاني ، فمات الطاغية يزيد وكانت المجانيق قد أصابت الكعبة فهدمت البيت وشب فيها الحريق.
أنظر : النص والاجتهاد : ٣١٩ ، تاريخ ابن الأثير ٤ / ١١١ ، تاريخ الطبري ٥ / ٤٨٢ ، أنساب الأشراف ج ١ ق ٤ ص ٣٣٣.