.........................................................................
______________________________________________________
ما يحكى عن بعض من جعل الاستثناء منقطعاً ، ويراد به رفع توهّم ثبوت النبوّة لعليٍّ عليه السلام.
ويردّه : أنّه لا يكاد أن يتوهّم أحدٌ ذلك لعليٍّ عليه السلام مع وضوح كون النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم خاتم الانبياء ، على أنّ الاستثناء المنقطع شرطه مخالفة ما بعد إلّا لما قبلها ، لأنّه على ما عرّفوه ما لا يكون المستثنى بعضاً من المستثنى منه ، أو ما لا يكون من جنسه ، أو ما كان مخرّجاً من دلالة المفهوم ، بخلاف المتّصل ، فإنّه مخرّج من دلالة المنطوق.
وعلى جميع التقادير لا يتمّ ذلك هنا كما هو واضح ، وممّا يؤيّد اتّصاله ما ورد في بعض الروايات عن سعد أيضاً ، قال : خرج عليٌّ عليه السلام مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى جاء ثنية الوداع وهو يبكي ويقول : تخلفني مع الخوالف؟! فقال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة؟! فإن ظاهره بل الصريح منه : إنك تفارق هارون في هذه الجهة خاصة دون غيرها.
ويؤيده أيضا قوله عليهالسلام في بعضها : «إلا إنك لست بنبي» على أن قطع الاستثناء مع كونه على خلاف الأصل لا يضر فيما نحن بصدده ، لأن رفع هذا التوهم يقضي بكون علي عليهالسلام حاو لمرتبتها ، فيكون أحق من غيره بالإمامة ، إذ لا تكون النبوة إلا لمن جمع الصفات المقتضية لها ، فكأنه بهذا ذكر العلة وأراد معلولها ، وهذا أحد طرق التعيين كما لا يخفى.
والحاصل : إن دلالة الخبر على العموم مما لا ريب فيه ، ولذا قال ابن أبي الحديد : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في الخبر المجمع على روايته بين سائر فرق المسلمين : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. فثبت له جميع مراتب هارون ومنازله من موسى.