............................................................................
______________________________________________________
اتصاف جميع المؤمنين بذلك ظاهر ، والمتفق عليه من الروايات اجتماع هذه الصفات عند نزول الآية في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وهذا بناء على كون (وهم راكعون) حالا ، ومنع كونه حالا بدعوى كونه كالذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ، أو الذين من شأنهم وعادتهم ذلك ، ظاهر البطلان ، لأن قوله : (يقيمون الصلاة) قد دخل فيه الركوع ، فلو لم يحمل (وهم راكعون) على الحالية لكان كالتكرار لذلك ، وأن أول الركوع بمعنى الخضوع ، يلزم اتحاد المضاف والمضاف إليه ، وكون كل واحد من المؤمنين ولي نفسه ، لأن الذين آمنوا هم الذين أضيفت إليهم الولاية ، وهم المخاطبون بها على أن تعسف التخريجات لا يوجب رفع اليد عن ظاهر الآية وسوقها ، ورفع اليد عن جملة الأخبار الصريحة في المراد.
ثانيها : إرادة الأولى بالتصرف من الولي ، كما في حكاية الغدير ، وهذا ظاهر لمن أعطى النظر حقه في الروايات ، ونظر في القرائن الدالة على ذلك ، كمحمد النبي وشكره ، وككون سبب النزول هو سؤال الوزارة من الرسول ، وكقيام حسان بعد ذلك منشدا بمحضر من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وجل الصحابة قائلا :
أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي |
|
وكل بطئ في الهدى ومسارع |
أيذهب مدح من محبك ضائعا |
|
وما المدح في جنب الإله بضائع |
فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعا |
|
فدتك نفوس القوم يا خير راكع |
فأنزل فيك الله خير ولاية |
|
وبينها في محكمات الشرائع |
وقيل : إنها لخزيمة بن ثابت ، مع ما في الحصر من الدلالة إذ المعاني المتوهمة في المقام لا يختص شئ منها ببعض دون بعض ، والمختص منها غير مراد قطعا.