.........................................................................
______________________________________________________
أن أتته العزيمة من الله تعالى بما سمعت من التهديد والوعيد ، وبعد أن أتته العصمة من الناس.
وقصة الغدير أمر لا يرتاب فيه جاهل فضلا عن عاقل ، فإنها قد بلغت حد التواتر ، بل تجاوزته ، كما سيأتي إن شاء الله تعالى بيان ذلك إجمالا.
وقد نقل أخبار الغدير جماعة من أهل السنة مجملين ومفصلين ، ولا يسع المقام ذكر الجميع ، فلنذكر بعض الروايات الدالة على المقصود وإن رووا ما هو أبسط منه.
فنقول : روى محمد بن جرير الطبري في كتاب «الولاية» بإسناده إلى زيد ابن أرقم ، قال : لما نزل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بغدير خم في رجوعه من حجة الوداع ـ وكان في وقت الضحى والحر شديد ـ أمر بالدوحات فقمت ونادى الصلاة جامعة ، فاجتمعنا وخطب خطبة بليغة ، ثم قال : إن الله تعالى أنزل إلي : (بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) وقد أمرني جبرئيل عن ربي أن أقوم في هذا المشهد ، وأعلم كل أبيض وأسود أن علي بن أبي طالب أخي ووصيي وخليفتي والإمام من بعدي ، فسألت جبرئيل أن يستعفي لي ربي لعلمي بقلة المتقين وكثرة المؤذين لي والقائلين ، لكثرة ملازمتي لعلي وشدة إقبالي عليه حتى سموني أذنا ، فقال تعالى : (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم) ولو شئت أن أسميهم وأدل عليهم لفعلت ، ولكن بسترهم قد تكرمت فلم يرض الله إلا بتبليغي فيه.
__________________
أنظر : السنة ـ لابن أبي عاصم ـ : ١٣٦١ ، مسند أحمد ٤ / ٣٧٠ ، خصائص النسائي ١٠٠ ، المعجم الكبير ـ للطبراني ـ ٣ / ٢٠٠ ح ٣٠٥٢ ، المناقب ـ لابن المغازلي ـ : ١٨ تاريخ ابن عساكر / ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام ٢ / ٧٤ ح ٥٧١.