«هذا الحديث رواه الطبراني بإسنادين ، أحسب فيهما جماعة ضعفاء :
عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر ، عن أبيه ، عن جده ـ المنتخب : ٣٢).
عن محمد بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر ، عن أبيه ، عن جده عمار (المراجعات : ٤٩).
لم يثبت أن لأبي عبيدة بن محمد بن عمار ولدا اسمه (محمد) روى عنه ، كما أنه قد اختلف في أبي عبيدة هذا ، هل هو سلمة بن محمد بن عمار؟ أم أخ له؟
وقد اختلف في توثيقه أيضا ، فقال ابن معين : ثقة. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه : منكر الحديث ولا يسمى. وقال في موضع آخر : صحيح الحديث. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : أبو عبيدة هذا ثقة.
أما محمد بن عمار ، فقد أورد ابن حجر في تهذيب التهذيب : أنه كان يرسل الحديث فيرفعه إلى النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم دون ذكر أبيه عمار.
وعلى هذا ، فإن الحديث مضطرب السند ، ولم يخرجه أحد من أصحاب الصحاح والمسانيد المعتبرة».
أقول :
ولا يخفى فساد هذا النقد :
أما أولا : فإن جملة : «رواه الطبراني بإسنادين ...» هي كلام الحافظ الهيثمي ، وقد نقلناها آنفا ، إلا أن هذا المفتري حرفها وأسقط منها اعترافه بأن رجال الحديث «وثقوا» وأبقى جملة : «أحسب فيهما جماعة ضعفاء» لكنه حذف اسم الحافظ الهيثمي ليوهم أن الكلام له دونه.
وأما ثانيا : إن هذه الأحاديث من أدلة ثبوت «محمد بن أبي عبيدة» ولم