وأهل البيت ، مع هذا فهو الموضع الذي أهمله الدكتور محمد عمارة وهو يستقصي هذه المفردة في كلام علي ، أو غفل عنه ، لأجل أن يقول : إننا لا نجد في خطب علي وكلامه ومراسلاته ـ التي ضمها نهج البلاغة ـ وصفه بهذا اللفظ!
هذا كله لأجل أن يدعم مقالة حلق فيها بدءا حين نسب كلمة (وصي) في الحديث النبوي (أنت أخي ووصيي) إلى صنع الشيعة الذين وضعوها بدلا من كلمة (وزيري)! (٢١٩) مع أن الرواية السنية للحديث لم تعرف غير كلمة (وصيي)! (٢٢٠).
٢ ـ (إن الأئمة من قريش ، غرسوا في هذا البطن من هاشم ، لا تصلح على سواهم ، ولا تصلح الولاة من غيرهم) (٢٢١).
وقد وقفنا قبل على طائفة من النصوص الصحيحة التي اصطفت بني هاشم من قريش وقدمتهم عليهم ، وطائفة من الوقائع وأحداث السيرة التي قدمت بني هاشم على سواهم ، فلا تحتج قريش بحجة إلا وكان بنو هاشم أولى بها.
٣ ـ (أين تذهبون؟! وأنى تؤفكون؟! والأعلام قائمة ، والآيات واضحة ، والمنار منصوبة ، فأين يتاه بكم؟!
وكيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم وهم أزمة الحق ، وأعلام الدين ، وألسنة الصدق؟!
فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن ، وردوهم ورود الهيم العطاش.
__________________
(٢١٩) د. محمد عمارة / الخلافة ونشأة المذاهب الإسلامية : ٣٣ و ١٥٧ ـ ١٥٨.
(٢٢٠) معالم التنزيل ـ للبغوي ـ ٤ / ٢٧٨ ، الكامل في التاريخ ـ لابن الأثير ـ ٢ / ٦٤ ، وقد تقدم مع مزيد من التوثيق في ص ١١٨.
(٢٢١) نهج البلاغة ـ تحقيق د. صبحي الصالح ـ : ٢٠١ الخطبة ١٤٤.