إذ ليس التعارض فيه على نحو التدافع من كل وجه ، ذلك لأن أحاديث كون المهدي من أولاد الحسين متضمنة لمعنى كونه من أولاد الحسن عليهماالسلام أيضا.
وبمعنى آخر : إن عملية الجمع بينهما ممكنة ، وهذا يتم على تقدير أن المهدي الموعود إنما هو الإمام محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي ابن موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، وفيما يعنيه هذا النسب الطاهر أن المهدي الموعود هو من ذرية السبطين الحسن والحسين حقيقة ، لأن أم الإمام محمد الباقر زوجة الإمام علي بن الحسين عليهماالسلام هي فاطمة بنت الإمام الحسن عليهالسلام ، فالباقر إذن حسيني الأب حسني الأم ، وهو أول ثمرة مباركة من علويين ، وعقبه من هذه الشجرة الطيبة ومهدي هذه الأمة هو غصنها الندي الرطيب.
وكما إن عيسى عليهالسلام ألحق بذراري الأنبياء عليهمالسلام من جهة الأم وهي مريم عليهاالسلام ، لقوله تعالى : (ووهبنا له إسحاق كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين) (١٢٩).
فكذلك ألحقت ذرية الإمام الباقر بذرية الإمام الحسن من جهة الأم ، كما ألحقت ذرية الزهراء البتول برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ولله در القائل :
نسب عليه من شمس الضحى |
|
نور ، ومن فلق الصباح عمود |
* * *
__________________
(١٢٩) سورة الأنعام ٦ : ٨٤ ـ ٨٥.