البتول عليهاالسلام اختلافا شاسعا في أكثر كتب الحديث والتاريخ معا؟! فقد أوصل عمرها بعض المؤرخين إلى ثمان وثلاثين سنة بينما استقر بعضهم على نصف هذا العدد من السنين.
وكذلك الحال في اختلاف الأحاديث في زمن ولادة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليهالسلام بين اليوم الثالث عشر من رجب ، وبين اليوم الثالث والعشرين منه.
وكذلك مع الإمام الحسن عليهالسلام ، فالمشهور في ولادته أنها كانت بالمدينة المنورة يوم الثلاثاء منتصف شهر رمضان سنة اثنتين من الهجرة ، ولكن الشيخ المفيد رحمهالله يرى أنها في سنة ثلاث من الهجرة.
وكذلك مع الإمام السبط الشهيد عليهالسلام ففي بعض الأحاديث أنه ولد عليهالسلام بالمدينة آخر شهر ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة ، وقيل يوم الخميس ثالث عشر شهر رمضان ، وقال الشيخ المفيد : إنه عليهالسلام ولد لخمس خلون من شعبان سنة أربع (١٤٧).
ومن هنا يتضح أن مثل هذا الاختلاف قد حصل في ولادة أصحاب الكساء عليهمالسلام ، بما في ذلك ولادة نبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهل لعاقل بعد هذا يصح عنده أن يكون الاختلاف في زمن الولادة دليلا على نفي وقوعها؟!
هذا ، والمشهور في ولادة الإمام المهدي عليهالسلام بكتب الحديث هو في الخامس عشر من شعبان سنة ٢٥٥ ه ، وهي الرواية المعتمدة لا عند الشيعة فحسب ، إنما عند أكثر المؤرخين من أهل السنة أيضا كما بيناه مفصلا في كتابنا (دفاع عن الكافي) (١٤٨).
__________________
(١٤٧) الايقاد في وفيات النبي والزهراء والأئمة أجمعين عليهمالسلام : ٢٥ و ٥١ و ٥٩ و ١٩٩ و ٢٠٦ و ٢١٨ ، والمحبر : ٨.
(١٤٨) دفاع عن الكافي ١ / ٥٢٦ ـ ٥٩٢.