الفصل الخامس والعشرون
النياحة على الحسين عليهالسلام في سائر أقطار القارة الاسيوية
الف ـ في ايران :
أما في ايران فمنذ أن وصلها نبأ الحادث المحزن باستشهاد الامام الحسين عليهالسلام وآله وصحبه ، فقد عمت الأحزان الأوساط الايرانية من شعبية ورسمية ، نظراً لأواصر المصاهرة التي ربطت الايرانيين الفرس بأسرة الامام الحسين عليهالسلام بتزوجه الأميرة شهربانو « شاهزنان » بنت الملك يزدجرد ، التي ولدت له الامام علي بن الحسين زين العابدين عليهالسلام ، مضافاً الى ولاء كبار رجال إيران للامام علي بن أبي طالب وآله وبيته ، كسلمان الفارسي وغيره. ثم تحولت هذه الأحزان بصورة تدريجية الى مناحات ومآتم محدودة في داخل الدور وفي المجتمعات الخاصة ، وتطورت بعد ذلك ، حيث اتسعت دائرتها وأخذت تقام بصورة علنية على شكل إنشاد المراثي ، وذكر واقعة الاستشهاد ، بالاستناد الى المرويات على ألسنة الثقات ، ويحدثنا التاريخ بأن كثيراً من رؤساء قبيلة الأشاعرة وأفخاذها اضطروا الى الهجرة من الكوفة الى اصفهان ثم الى « قم » الحالية وضفاف نهرها للانتجاع ، بعد أن قتل الحجاج بن يوسف الثقفي زعيمهم الأكبر محمد بن سائب الأشعري ، وبعد أن أخذت النكبات تترى عليهم من قبل الحجاج وعمال الأمويين.
ومنذ استقرار هؤلاء المهاجرين التابعين للامام علي عليهالسلام وآله في هذه الناحية خلال مدة عشر سنوات ـ أي من سنة «٧٣ هـ» الى سنة «٨٣ هـ» ـ شرعوا