الفصل الثاني والعشرون
النياحة على الامام الحسين عليهالسلام بعد العباسيين
أما النياحة وإقامة شعائر العزاء على الامام الحسين عليهالسلام بعد انقراض الدولة العباسية وزوال ملكها ، فكانت تقع أيضاً تحت عوامل سياسة الحكومات المختلفة التي تتولى السلطة على مقدارات العراق ، من حكام عرب ، أو فرس ، أو أتراك ، أو غيرهم. فمنهم من كان شيعياً ، ومنهم من كان سنياً ، ومنهم من كان علمانياً لا دين ولا مذهب له. وقد استطاع الشيعة في كثير من الأزمان على هذا العهد أن يتنفسوا الصعداء وأن ينالوا قسطاً وفيراً من حريتهم في إقامة شعائرهم ، من النوح وإقامة المأتم على الحسين عليهالسلام ، اما لكون السلطة القائمة شيعية الحكام ، أو لكونها مؤلفة من حكام ضعفاء من غير الشيعة لا تستطيع الضغط على هذه الفرقة المسلمة. فمثلاً عندما تولى السلطة على العراق الملوك الصفويون أو غيرهم من الحكام الايرانيين كان الإقبال على إقامة هذه المآتم والنياحات عظيماً ، وكانت حرية الشيعة في إحياء هذه الذكرى الأليمة مضمونة ، وقد غالى الشيعة في إقامتها ، والعكس بالعكس ، كلما قويت السلطة السنية في العراق كالحكومة العثمانية وقع الضغط على الشيعة ، ومنعوا عن إقامة المناحات ومزاولة شعائرهم التقليدية فيها ؛ الأمر الذي كان يضطرهم الى إقامتها وإحياء ذكرياتها سراً وداخل البيوت ، وفي سراديب الدور ، وتحت طائلة الخوف والجزع والتقية.
وعلى سبيل المثال أقول : إن الشيعة كانوا على زمن الأسرة الايلخانية ،