وخاصة على عهد ملكها محمد خدا بنده ، المتوفى سنة «٧١٥ هـ» ، الذي كان أول من جاهر من ملوك هذه الاسرة بالتشيع لآل البيت ، وأول من أمر بتخليد اسماء الائمة الاثني عشر ، فنقشت اسماؤهم على مسكوكاته.
وكذا على عهد ابنه أبي سعيد. وأيضاً على عهد الأسرة الجلائرية ، ثم عهد الملوك الصفويين ، ومنهم الشاه إسماعيل الذي ناصر الشيعة وأعلن المذهب الشيعي في إيران والعراق رسمياً. وكذا على عهد بعض السلاطين العثمانيين كالسلطان سليمان القانوني المتوفى سنة «٩٤١ هـ» ، الذي زار كربلاء والنجف. وكذا على عهد عدد من الأمراء الشيعة الآخرين ، الذين حكموا بعض أنحاء العراق ، على عهد عدد من الأمراء الشيعة الآخرين ، الذين حكموا بعض أنحاء العراق ، كدولة بني مزيد في الحلة وبني شاهين في البطيحة ، وبني حمدان وآل المسيب في الموصل ونصيبين.
أجل على عهد هؤلاء الملوك والأمراء صار الشيعة يتمتعون بحريتهم في إقامة المأتم الحسيني ، غير أنه على زمن سائر الخلفاء العثمانيين بعد استعادة العراق من الصفويين ، وخاصة السلطان مراد الرابع العثماني ، الذي أسرف في قتل الشيعة وسفك دمائهم ، وإحراق كتبهم وتعذيبهم ، فقد منعت إقامة هذه المآتم ، وطورد القائمون بها ، بيد أن من خلفه من السلاطين أطلقوا بعض الحرية للشيعة في إحياء ذكريات الحزن على الحسين ، وإقامة شعائره ، بمختلف المظاهر ومتنوع التقاليد التي درجوا عليها وتعودوا على إقامتها سراً ثم علناً منذ العهدين الأموي والعباسي. وإنما كانوا يقيمونها على ذينك العهدين تحت الستار والتقية ، عدا على زمن بعض الخلفاء العباسيين الذين سمحوا لهم بإقامتها علناً كما مر في الفصل السابق. وفي هذه العهود صار الشيعة يقيمونها بصورة علنية وفي الأماكن العامة وغيرها ، فيبكي المجتمعون فيها على مصاب الامام الحسين واستشهاده بتلك الحالة المفجعة وينوحون عليه بقريض من الشعر ، ينشأه وينشئه الناشد منهم ، الذي كان يطلق عليه اسم « النائح » أو « خطيب المنبر الحسيني ».