حاجته ولكنه كفر بتلك النعمة الالهية وتجنب استخدام هذا المفتاح ثُمّ يطلب من الله ان يفتح له تلك الباب التي يمتلك مفتاحها ، حتّى لا يتحمل عناء استخدام المفتاح ، فمثل هذا الدعاء لا يقبل الاستجابة.
ومثل هذه الادعية يلزم عدها من الادعية المخالفة للسنن التكوينية ، ان الانسان يستهدف من الدعاء تحصيل القدرة ، والدعاء في مثل هذه الحالة التي تتوافر القدرة لدى الانسان من قبيل تحصيل الحاصل ، وقد اشير لهذ الفكرة في بعض الروايات التي وردت عن أئمة الدين ( عليهم السلام ).
فقد روى جعفر بن ابراهيم عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) : قال : أربعة لا يستجاب لهم دعوة :
رجل جالس في بيته يقول : اللهم ارزقني ، فيقال له : ألمْ آمرك في الطلب ؟ ورجل كانت له امرأة فاجرة فدعا عليها ، فيقال له : ألم أجعل أمرها اليك ؟ ورجل كان له مال فأفسده ، فيقول : اللهم ارزقني ، فياقل له : ألم آمرك بالاصلاح [ بالاقتصاد ] ثُمّ قال والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ، ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً. ورجل كان له مال فأدانه رجلاً ولم يشهد عليه فجحده ، فيقال له : ألم آمرك بالاشهاد » (١).
ومن الواضح ان عدم الاستجابة لا تختص بهذه الأربعة فانها قد ذكرت من باب المثال ، فاذا تمكن الانسان من التوصل لاهدافه بواسطة العمل والتدبير ولكنه قصر في ذلك ، ويرغب في ان يحل الدعاء محل
__________________
(١) عدة الداعي : ص ١٢٦.