عمله ، فأن ذلك لا يتحقق أبداً ، ان الدعاء لم يشرع حتّى يتخذ موقع العمل ، بل الدعاء مكمل للعمل ، ولا يحل محله.
تساؤلات حول الدعاء
قد طرحت حول الدعاء تساؤلات عديدة قديماً وحديثاً امثال ان الدعاء لا يتلاءم والاعتقاد بالقضاء والقدر ، فمع الاعتراف بأن كل شيء محدد وفق القضاء والقدر الالهي فما هو أثر الدعاء حينئذ؟ وهل يمكن له تغيير القضاء والقدر.
وقد يسأل بأن الدعاء لا يتلاءم والاعتقاد بأن الله حكيم ، وانه لا تجري الامور إلا وفق المصالح ، فهل نستهدف بالدعاء ان يغير ما يوافق الحكمة والمصلحة ، أو ما يخالفها ؟ فإذا كما نستهدف تغيير الموافق للحكمة فكما يلزم علينا ان لا نطلب من الله ما يخالف الحكمة ، وكذلك فان الله لا ستجيب لمثل هذا الدعاء واما إذا استهدفنا تغيير المخالف لها فذلك يستوجب الاعتراف ضمنياً بوجود ما يخالف الحكمة والمصلحة في هذا العالم ، الذي يجري وفق المشيئة الالهية الحكيمة.
وكذلك قد يسأل بأن الدعاء يخالف الرضا والتسليم ، وانه يلزم على الانسان ان يرضى بكل ما يحدث.
ولهذه الأسئلة وما
يدور حولها من دراسات وبحوث تاريخ طويل ، وحتّى انها تشكل جانباً من ادبنا ولسنا في صدد البحث عنها ، وكل هذه الاعتراضات والشبهات ناتجة من هذه الفكرة وهي : ما يتوهم من ان الدعاء خارج عن نطاق القضاء والقدر الالهي وخارج عن حدود الحكمة الالهية