وجود الانسان ، بل ان كل الرغبات والميول خلقت ، وفق الحاجات ، ولأجل اشباع الحاجات.
الانقطاع الاضطراري والانقطاع الاختياري
يمكن للانسان ان يدعو الله في حالتين :
الأولى : حين تنقطع كل الاسباب ، وتغلق كل دروب الخلاص بوجهه ويصبح مضطراً للالتجاء لله.
الثانية : حين تتعالى وتسمو روحه ، فسوف ينتزع نفسه ، ويقطعها عن كل الاسباب والوسائل وبإراته ، لا أنه مضطر لذلك كالحالة الأولى.
وفي الحالة الاولى ، حالة الاضطرار وانقطاع الاسباب بنفسها ، يندفع الانسان لله ، مقهوراً ولا يحتاج لدعوة خاصة ، ومن الواضح ان هذه الحالة ، لا تعد كمالاً للنفس الانسانية ، ولكن الحالة الثانية كمال للنفس ، حيث يسموا الانسان بإختياره ، ويقطعها بإرادته عن كل الاسباب.
شروط الدعاء
١ ـ الشرط الأول : ان تتملك وجود الانسان الرغبة والطلب الجدي ، حيث تصبح كل شرائح وجوده وخلاياه معبرة عن طلبه ، ويتحول ما يريده ، ويرغب فيه ، إلى حاجة حقيقية ، كما لو تعرض موضع من البدن ، للإحتياج فإن جميع اعضاء البدن وجوارحه سوف تبدأ بالعمل ، وربما تزيد بعض الاعضاء من فعاليتها من أجل ان تشبع حاجة ذلك الموضع ، فلو شعر الانسان بالعطش ، فإن ملامح عطشه ستبدو عليه واضحة ، وتهتف اعظاؤه كلها طالبة