الماء : الفم ، والكبد والمعدة والشفة واللسان ، وحتّى لو نام في تلك اللحظات فسوف يلوح الماء له في نومه ، لأن البدن يحتاج ويطالب بالماء جدياً ، وهذا تماماً كالإحتياج الروحي والمعنوي في الانسان ، الذي هو جزء من عالم الخليقة والتكوين ، الذي يشمل العالم كله ، ان الورح الانسانية جزء من عالم الوجود ، فلو افتقرت لشيء ما ، بصورة جدية وحقيقية فان جهاز الكون الكبير لا يهملها ولا يدعها لشأنها.
وهناك فرق كبير بين تلاوة الدعاء الحقيقي ، فإذا لم يواكب قلبه لسانه ، ولم ينسجم معه ، فلا يعد ما يدعو به ، دعاء حقيقياً وجدياً ، فلابد ان ينبثق الطلب والاحتياج ، ويتدفق من اعماق الإنسان ، بصورة جدية وحقيقية ، لابد ان يبدوا الاحتياج الحقيقي في كيان الانسان كله ...
( ان كل ما يظهر في الوجود ، يبحث هنا وهناك حول من يحتاجه ، حتّى يعثر علی الطالب له.
ان من يبحث عن شيء ، سيعثر عليه في النهاية ، وما يبذله الانسان ويتحمله في هذا السبيل ، وان كان مجهداً ومضنياً ، ولكنه رحمة في الواقع.
ان الجواب يتجه للمشكلات ، والماء يتجه للموضع المنخفض.
لا تبحث عن الماء ، بل دع نفسك تظمأ ، فحينئذ سيصل إليك الماء من كل جانب ).
( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ )
٢ ـ الثقة بالاستجابة
وتعني الإيمان
واليقين ، الايمان بالرحمة اللامتناهية لذات الباري ،