تطبيقات حقيقية للدعاء.
٤ ـ مجانسة شؤون الداعي كلها مع الدعاء
ويشترط أيضاً ان تكون شؤون الداعي كلها ، وشتى مجالات حياته وأبعادها متناغمة مع الدعاء ومواكبة له ، فلابد ان تكون جميعاً متطابقة بدورها أيضاً مع أهداف التكوين والتشريع فالقلب لابد ان يكون نظيفاً وطاهراً ولم يسلك لمعيشته طرق الحرام ، ولا يحمل على عاقتة وزراً ومظلمة لأحد ، وفي حديث عن الامام الصادق ( عليه السلام ) :
« إذا أراد أحدكم ان يستجاب له فليطلب كسبه وليخرج من مظالم الناس وان الله لا يرفع إليه دعاء عبد وفي بطنه حرام أو عنده مظلمة لأحد من خلقه ».
٥ ـ ان لا يكون مطلوبة من آثار الذنوب
الشرط الخامس : ان لا تكن حالته الراهنة التي يحلم تغييرها إلى حياة أفضل بالدعاء قد حصلت نتيجة عصيانه وتهاونه في ممارسة وظائفه وتكاليفه فيجب ان لا تكون الحالة التي عليها الداعي ، والتي يدعوا من أجل تغييرها ، عقوبة في حقه ، ونتيجة منطقية لما اقترفه من ذنوب ، واستهانة بوظائفه ، فإن حالته حينئذ لا تغيير بالدعاء وحده ، بل لابد ان يتوب ، ويستغفر ، ويزيل كل أسباب الحالة الراهنة وعواملها.
فمثلاً الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر من الواجبات الشرعية وصلاح المجتمع ، أو فساده متوقف تماماً على تطبيق هذين الاصلين