غلط ، ونبذ زلة تقع في كتبهما ، ولا يلحق بهما رجل من اصحاب الزوايا لا يُعْرَف الّا بقريته ، ولا يوثق بصدقه ومعرفته ونقله الغريب الوحشي من نسخة إلى نسخة ، ولعل النسخة التي نقل عنها ما نسخ كانت سقيمة».
«والذي ادَّعاه البشتي من تمييزه بين الصحيح والسقيم ومعرفته الغث من السمين ، دعوى. وبعضُ ما قرأت من أول كتابه دلَّ على ضد دعواه».
«وأنا ذاكرٌ لك حروفاً صحَّفها وحروفاً أخطأ في تفسيرها ، من أوراق يسيرة كنت تصفحتها من كتابه لأثبت عندك انه مبطل في دعواه» (٦٤).
وبعد أنْ يسرد الأزهري تلك الحروف التي صحَّفها والأخرى التي أخطأ في تفسيرها(٦٥) يقول :
«وقد ذكرتُ لك هذه الأحرف التي أخطأ فيها والتقطتُها من اوراق قليلة ، لتستدلَّ بها على ان الرجل لم يفِ بدعواه. وذلك انه ادَّعى معرفة وحفظاً يميز بها الغث من السمين ، والصحيح من السقيم ، بعد اعترافه أنه استنبط كتابه من صحفٍ قرأها ، فقد أقرَّ انه صحفي لا رواية له ولا مشاهدة ، ودلَّ تصحيفه وخطؤه على انه لا معرفة له ولا حفظ. فالواجب على طلبة هذا العلم ألّا يغتروا بما اودع كتابه ، فإِن فيه مناكير جمة لو استقصيتُ تهذيبها اجتمعتْ منها دفاتر كثيرة» (٦٦).
ويقول الأزهري في موضع آخر من مقدمة كتابه :
«روى الليث بن المظفر عن الخليل بن أحمد في أول كتابه : هذا ما ألفَّه الخليل بن أحمد من حرف «أ. ب. ت. ث» التي عليها مدار كلام العرب وألفاظها ، ولا يخرج شيء منها عنها ، أراد أنْ يعرف بذلك جميع ما تكلمتْ به
__________________
(٦٤) التهذيب : ١ / ٣٢ ـ ٣٤.
(٦٥) المصدر نفسه : ١ / ٣٤ ـ ٣٩.
(٦٦) التهذيب : ١ / ٤٠.