مكة فإنهم يهمزون هذه الأحرف ، ولا يهمزُون فى غيرها ، ويخالفون العرب فى ذلك.
وتَصْغِيرُ النَبيءِ نُبَيِّئٌ مثل نُبَيِّعٍ ، وتصغير النُبُوءَةِ نُبَيِّئَةٌ مثال نُبَيِّعَةٍ. تقول : العرب كانت نُبَيِّئَةُ مُسَيْلِمَةَ نُبَيِّئَةَ سوءٍ.
وجمعُ النبيِ نُبَآءُ. قال الشاعر (١) :
يا خاتِمَ النُبَآءِ إنَّكَ مُرْسَلٌ |
|
بالخير كلُّ هُدَى السَّبِيلِ هُداكا |
ويُجْمَعُ أيضاً على أَنْبِيَاءَ ، لأن الهَمْزَ لَمَّا أُبْدِلَ وأُلْزِمَ الإبدالَ جُمِعَ جَمْعَ ما أَصْلُ لَامِهِ حَرفُ العلَّة ، كعِيدٍ وأعيادٍ ، على ما نذكره فى باب المعتل إن شاء الله.
نتأ
نَتَأَ نَتْأً ونُتُوءًا ونتُوًّا. وفى المثل «تَحْقِرُهُ ويَنْتَأُ» أي يرتفع. وكلُّ شيءٍ ارتفع من بيتٍ وغيره فهو ناتِئٌ.
ونَتَأَ الشيءُ : خرج من موضعه من غير أَنْ يَبِينَ. ونَتَأَتِ القَرْحَةُ : وَرِمَتْ. ونَتَأَتْ على القوم : طَلَعَتْ عليهم مثل نَبَأْتُ. ونَتَأَتِ الجاريةُ : بَلَغَتْ وارتفعت.
نجأ
أبو عبيد : نَجَأْتُهُ نَجْأً : إذا أَصَبْتَهُ بعين. وكذلك تَنَجَّأْتُهُ ، أي تَعَيَّنْتُهُ.
الفرَّاء : رَجُلٌ نَجُوءُ العَيْنِ ونَجِيءُ العَيْنِ ، على فَعُولٍ وفَعِيلٍ ، أي خبيثُ العين. وكذلك نَجُؤُ العينِ ونَجِئُ العين ، على فَعُلٍ وفَعِلٍ.
وفي الحديث «رُدُّوا نَجْأَةَ السَائِلِ باللُقْمَةِ» أي رُدُّوا شِدَّةَ نَظَرِهِ إلى طعامكم بلُقمة تدفعونها إليه.
ندأ
نَدَأْتُ القُرْصَ فى النار نَدْءًا ، إذا دَفَنْتَهُ فى المَلَّةِ ليَنْضُجَ ، وكذلك اللَّحْمُ إذا أَمْلَلْتَهُ فى الجَمْرِ. والاسم النَدِيء ، مثل الطَبِيخِ.
الأصمعى : نَدَأْتُ الشيءَ : كَرِهْتُهُ.
والنَدْأَةُ والنُدْأة : الكَثْرَةُ من المالِ ، مثل النَّدْهَةِ والنُّدْهَةِ (١). والنَدْأَةُ والنُدْأَةُ أيضاً : قَوْسُ قُزَحَ.
نزأ
أبو زيد : نَزَأْتُ بَيْنَ القوم نَزْءًا ونُزُوءًا ، إذا حَرَّشْتَ وأَفْسَدْتَ. ونَزَأَ الشَيْطَانُ بينهم : أَلْقَى الشرَّ والإغراءَ.
الكسائى : نَزَأْتُ عليه نَزْءًا : حَمَلْتُ.
يقال : ما نَزَأَكَ على هذا ، أى ما حَمَلَكَ عليه .. ورجلٌ مَنْزُوءٌ بكذا ، أى مُولَعٌ. ويقال : إنَّكَ لا تدرى عَلَامَ يُنْزَأُ هَرِمُكَ ، ولا تدرى بِمَ يُولَعُ هَرِمُكَ ، أى نفسُكَ وعقلُكَ. عن ابن السكيت (٢).
__________________
(١) هو العباس بن مرداس السلمى. وبعده :
ان الالة ثنى عليك محبة |
|
في خلقه ومحمدا سماكا |
(١) الأولى بالفتح والثانية بالضم.
(٢) على هذا التفسير يقرأ هرمك بكسر الراء ، وعلى تفسيره بمعنى الكبر الذى اختاره المجد يقرأ بفتحها. وعلى كل فالياء من ينزأ مضمومة لأنه مبنى للمجهول ، هذا ملخص ما فى الحاشية والشرح.