فاستجاب الله له ونزل العذاب عليهم فاجتمعوا وبكوا ودعوا فرحمهمالله وصرف ذلك عنهم ، وفرق العذاب على الجبال ، فهم إذا يطلبون يونس ليؤمنوا به ، فغضب ومر على وجهه مغاضبا لله كما حكى الله عنه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
١٤٣ ـ وفيه أيضا وسئل بعض اليهود أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن سجن طاف أقطار الأرض بصاحبه فقال : يا يهودي أما السجن الذي طاف أقطار الأرض بصاحبه فانه الحوت الذي حبس يونس في بطنه ، فدخل في بحر القلزم ، ثم خرج الى بحر مصر ثم دخل بحر طبرستان ، ثم خرج في دجلة الغور ، قال : ثم مرت به تحت الأرض حتى لحقت بقارون ، وكان قارون هلك في أيام موسى ، ووكل الله به ملكا يدخله في الأرض كل يوم قامة ، وكان يونس في بطن الحوت يسبح الله ويستغفره ، فسمع قارون صوته فقال للملك الموكل به : أنظرنى فانى اسمع كلام آدمي ، فأوحى الله الى الملك : أنظره فأنظره ، ثم قال قارون : من أنت؟ قال : أنا المذنب العاصي الخاطئ يونس بن متى ، قال : فما فعل الشديد الغضب لله موسى بن عمران؟ قال : هيهات هلك ، قال : فما فعل الرءوف الرحيم على قومه هارون بن عمران؟ قال : هلك ، قال : فما فعلت كلثم بنت عمران التي كانت سميت لي؟ قال : هيهات ما بقي من آل عمران أحد ، فقال قارون : وا أسفا على آل عمران ، فشكر الله له ذلك فأمر الملك الموكل به أن يرفع عنه العذاب أيام الدنيا ، فرفع عنه ، فلما راى يونس ذلك نادى في الظلمات (أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) فاستجاب الله له ، وأمر الحوت أن يلفظه (١) ، فلفظه على ساحل البحر ، وقد ذهب جلده ولحمه وأنبت الله (عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ) ، وهي الدباء فأظلته من الشمس فسكن.
١٤٤ ـ وفيه أيضا وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليهالسلام قال : لبث يونس في بطن الحوت ثلاثة أيام ، ونادى في الظلمات ظلمة بطن الحوت ، وظلمة الليل ، وظلمة البحر ، (أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) فاستجاب له ربه ،
__________________
(١) لفظ فلان الشيء من فيه : رمى به.