كأن حِيرّيةً غَيْرَى مُلَاحِيَةً |
|
باتَتْ تَؤُرُّ به من تَحتِه لَهَبَا (١) |
والأرُّ : أن تُعالج النَّاقة إذا انقطع وِلادها ، وهو أنْ يُؤخذَ غصنٌ من شوك قَتَادٍ فيُبلَّ ثمَّ يذرَّ عليه مِلح فيُؤَرّ به حياؤُها حتَّى يَدْمى ، يقال ناقة مأرورة ، وذلك الذى تعالج به هو الإرَار.
أزّ والهمزة والزاء يدلّ على التحرّك والتحريك والإزعاج. قال الخليل : الأزُّ حمل الإنسانِ الإِنسانَ على الأمرِ برفقٍ واحتيال. الشيطان يؤزّ الإِنسانَ على المعصية أزًّا. قال الله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا). قال أهل التفسير : تُزعجهم إزعاجاً. وأنشد ابن دريد :
لا يأخُذُ التَّأفِيكُ والتَّحَزِّى |
|
فينا ولا طَيْخُ العِدَى ذو الأزِّ (٢) |
قال ابنُ الأعرابىّ : الأزّ حلْب النَّاقة بشدة. وأنشد :
شديدة أزِّ الآخِرَينِ كأنَّهَا |
|
إذا ابتَدَّها العِلجانِ زجْلَةُ قافِلِ (٣) |
قال أبو عبيد : الأزّ ضم الشَّئ إلى الشئ. قال الخليل : الأزّ غلَيان
__________________
(١) ملاحية من الملاحاة ، والشعر ليزيد بن الطثرية ، كما فى اللسان (٧ : ١٧٢) ، وقد رواه : «تؤز» بالزاى ، بمعنى تؤر.
(٢) الرجز لرؤبة كما فى الجمهرة واللسان. وفى الأصل : «ولا طبخ والعدى والأز». وانظر ديوانه ص ٦٤.
(٣) فى اللسان : «قال الآخرين ولم يقل القادمين لأن بعض الحيوان يختار آخرى أمه على مقادميها ... والزجلة : صوت الناس. شبه حفيف شخبها بحفيف الزجلة».