وعاقبة تطفيف الكيل والميزان وخيمة جدا ومنذرة بعقاب أليم ، كما حكى الله تعالى عن قوم شعيب عليهالسلام : (وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ ، وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ ، وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) الآيات [هود ١١ / ٨٥].
٩ ـ العدل في القول أو الحكم :
(وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى) أي فاعدلوا في القول في الشهادة أو الحكم ، ولو كان المقول له أو عليه ذا قرابة منكم ؛ إذ بالعدل تصلح شؤون الأمم والأفراد ، وهو أساس الملك ، وركن العمران ، وقاعدة الحكم ، كما قال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ ، شُهَداءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ ، أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ) [النساء ٤ / ١٣٥] وهذا عدل بالقول ، كالعدل المطلوب سابقا في الفعل كالكيل والوزن.
١٠ ـ الوفاء بالعهد :
(وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا) أي وأوفوا بعهد الله ، وذلك بإنجازه وتنفيذه ، وإطاعة الله فيما أمر ونهى ، والعمل بكتاب الله وسنة رسوله. وهو يشمل : ما عهده الله إلى الناس على ألسنة الرسل ، وما آتاهم الله من العقل والفطرة السليمة كما قال تعالى : (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ ، إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) [يس ٣٦ / ٦٠] ، وما عاهده الناس عليه ، كما قال تعالى : (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذا عاهَدْتُمْ) [النحل ١٦ / ٩١] ، وما تعاهد عليه الناس مع بعضهم بعضا ، كما قال تعالى في صفة المؤمنين : (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا) [البقرة ٢ / ١٧٧].
(ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) أي وصاكم الله بهذا رجاء أن تتعظوا وتنتهوا عما كنتم فيه قبل هذا ، وليذكر بعضكم بعضا في التعليم والتواصي الذي أمر الله به : (وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) [العصر ١٠٣ / ٣].