البلاغة :
(بِالْحَسَنَةِ) و (بِالسَّيِّئَةِ) بينهما طباق.
المفردات اللغوية :
(فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) أي جزاء عشر حسنات. (إِلَّا مِثْلَها) أي جزاء واحد مماثلا لها (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) لا ينقصون من جزائهم شيئا.
قال بعضهم : الحسنة : قول : لا إله إلا الله ، والسيئة : هي الشرك. قال الرازي : وهذا بعيد ، بل يجب أن يكون محمولا على العموم (١).
المناسبة :
بعد أن بين الله تعالى في السورة أصول الإيمان ، وألزم باتباع الوصايا العشر في الفضائل والآداب. وندد بالكفار وأهل البدع ، أوضح هنا الجزاء على العمل ، سواء أكان من الحسنات : وهي الإيمان والأعمال الصالحة ، أم من السيئات : وهي الكفر والمعاصي أو الفواحش.
التفسير والبيان :
من جاء يوم القيامة بالخصلة الحسنة والفعلة الطيبة من الطاعات ، فله جزاؤها عشر حسنات أمثالها ، وهذا من قبيل العدل والفضل المحدود ، ولكن قد تضاعف الحسنة بعد ذلك إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، قال تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ ، فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ، وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ ، وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة ٢ / ٢٦١]. وقال عزوجل : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً ، فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) [البقرة ٢ / ٢٤٥] (إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ) [التغابن ٦٤ / ١٧].
__________________
(١) تفسير الرازي : ١٤ / ٨