الإعراب :
(وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ دَرَجاتٍ) مفعول (رَفَعَ) ، بتقدير حذف حرف الجر ، وتقديره : ورفع بعضكم فوق بعض إلى درجات ، فلما حذف حرف الجر اتصل الفعل به ، فنصبه.
المفردات اللغوية :
(خَلائِفَ الْأَرْضِ) أي يخلف بعضكم بعضا فيها (وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ) بالمال والجاه وغير ذلك. (لِيَبْلُوَكُمْ) ليختبركم (فِي ما آتاكُمْ) أعطاكم ، ليظهر المطيع منكم والعاصي. (إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقابِ) لمن عصاه (وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ) للمؤمنين (رَحِيمٌ) بهم.
المناسبة :
بعد أن أخبر الله تعالى أن مصير جميع الناس إلى الله للحساب والجزاء ، ختم السورة بخاتمة رائعة هي أنهم يخلف بعضهم بعضا ، لتستمر الحياة ، ويتنافس الناس في الأعمال النافعة.
التفسير والبيان :
جعل الله الناس خلائف في الأرض ، يخلف بعضهم بعضا فيها ، بأن أهلك من قبلهم من القرون والأمم الخالية ، واستخلفهم لعمارة الأرض بعدهم ، وجعلهم أيضا خلفاء أرضه يملكونها ويتصرفون فيها : (وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ) [الحديد ٥٧ / ٧].
ورفع بعضكم فوق بعض درجات في الغنى والفقر ، والشرف والجاه ، والعلم والجهل ، والخلق والشكل ، والعقل والرزق. وهذا التفاوت ليس ما عجزا وجهلا وإنما لأجل الابتلاء والاختبار فيما أعطاكم ، بأن يعاملكم معاملة المختبر لكم في ذلك ، فيختبر الغني مثلا في غناه ويسأله عن شكره ، والفقير في فقره ، ويسأله عن صبره.