والمراد من الأسماء في الآية والحديث : التسميات بلا خلاف ، وهي عبارات عن كون الله تعالى على أوصاف شتى ، منها ما يستحقه لنفسه ، ومنها ما يستحقه لصفة تتعلق به ، ومنها صفات لذاته ، ومنها صفات أفعال.
وهذه الأسماء عند العلماء توقيفية ، فلا يسمى باسم لم يرد في القرآن والسنة كالرفيق والسخي والعاقل.
(وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ) أي اتركوا أولئك الذين يلحدون في أسمائه بالميل بألفاظها أو معانيها عن الحق ، إلى سبل أخرى من تحريف أو تأويل ، أو شرك ، أو تكذيب ، أو زيادة أو نقصان ، أو ما ينافي وصفها بالحسنى.
والإلحاد يكون بثلاثة أوجه :
أحدها ـ بالتغيير فيها كما فعله المشركون ، وذلك أنهم عدلوا بها عما هي عليه ، فسمّوا بها أوثانهم ، فاشتقوا اللّات من الله ، والعزى من العزيز ، ومناة من المنان.
الثاني ـ بالزيادة فيها ، أي التشبيه ، فالمشبهة وصفوه بما لم يأذن فيه.
الثالث ـ بالنقصان منها أي التعطيل ، فالمعطلة سلبوه ما اتصف به ، كما يفعل الجهال الذين يخترعون أدعية يسمون فيها الله تعالى بغير أسمائه ، ويذكرونه بغير ما يذكر من أفعاله ، إلى غير ذلك مما لا يليق به.
والسبب في تركهم أنهم سيلقون جزاء عملهم ، ويعاقبون في الدنيا قبل الآخرة.