شديدة ، وعلى المؤمن أن يحرص على استماع القرآن عند قراءته ، كما يحرص على تلاوته والتّأدّب في مجلس التّلاوة.
وتستحب القراءة بالتّرتيل والنّغم الدّالة على التّأثّر والخشوع من غير تكلّف ولا تصنّع ولا تمطيط ولا تطويل في المدود ، فقد روى الشّيخان عن أبي هريرة مرفوعا : «ما أذن الله لشيء ما أذن لنبيّ حسن الصوت ، يتغنى بالقرآن».
وثواب الاستماع كثواب التّلاوة ، روى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضياللهعنه أن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «من استمع إلى آية من كتاب الله ، كتبت له حسنة مضاعفة ، ومن تلاها كانت له نورا يوم القيامة».
ثم أمر الله تعالى بذكره أول النّهار وآخره كثيرا ، كما أمر بعبادته في هذين الوقتين في قوله تعالى : (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) [ق ٥٠ / ٣٩].
ومعنى الآية : اذكر ربك في نفسك سرّا ، بذكر أسمائه وصفاته وشكره واستغفاره ، اذكره بقلبك : (أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرّعد ١٣ / ٢٨] ، واذكره ضارعا متذلّلا خائفا راجيا ثوابه وفضله ، واذكره بلسانك ذكرا متوسّطا بين الإسرار والجهر : (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها ، وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً) [الإسراء ١٧ / ١١٠] ، والخطاب قيل : للنّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقيل : لمستمع القرآن ، والأولى أن يكون عامّا.
وينبغي أن يكون ذكر اللسان مقرونا باستحضار القلب وملاحظة المعاني ، فذكر اللسان وحده لا نفع فيه ولا ثواب عليه ، فالواجب الجمع بين ذكر القلب وذكر اللسان ، وأن يكون الذّكر رغبة ورهبة.
وأنسب الأوقات للذّكر : وقت الصّباح والمساء وهو وقت الغدو والآصال ؛