المفردات اللغوية :
(وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ) تعرضوا عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بمخالفة أمره (وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ) القرآن والمواعظ (وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ) سماع تدبر واتعاظ ، وهم المنافقون أو المشركون (الدَّوَابِ) جمع دابة : وهي ما تدب على الأرض (الصُّمُ) عن سماع الحق ، جمع أصم : وهو الأطرش (الْبُكْمُ) عن النطق بالحق ، جمع أبكم : وهو الأخرس.
(خَيْراً) أي صلاحا بسماع الحق (لَأَسْمَعَهُمْ) سماع تفهم (وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ) على سبيل الافتراض ، وقد علم ألا خير فيهم (لَتَوَلَّوْا) أعرضوا عنه (وَهُمْ مُعْرِضُونَ) عن قبوله عنادا وجحودا.
المناسبة :
لما خاطب الله المشركين والكفار بقوله : (وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) أتبعه بتأديب المؤمنين بالأمر بطاعة الله والرسول إذا دعاهم للجهاد وغيره ؛ لأن الكلام من أول السورة إلى هنا في الجهاد. ومن عادة القرآن مقابلة الأشياء ببعضها ، فلما حذر الكافرين ، اقتضى تنبيه المؤمنين لئلا يتقاعسوا عن الدفاع عن الدين وإجابة دعوة النبي الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم.
التفسير والبيان :
يأمر الله تعالى عباده المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله ، ويزجرهم عن مخالفته والتشبه بالكافرين المعاندين له ، فقال :
يا أيها المتصفون بالإيمان والتصديق أطيعوا الله ورسوله في الدعوة إلى الجهاد وترك المال ، ولا تتركوا طاعته أي الرسول وامتثال أوامره وترك زواجره ، فإذا أمر بالجهاد وبذل المال وغيرهما ، امتثلتم ، والحال أنكم تسمعون كلامه ومواعظه ، وتعلمون ما دعاكم إليه. والمراد بالسماع : سماع تدبر وفهم وتأمل في المسموع ، كما هو الشأن في المؤمنين أن يقولوا : (سَمِعْنا وَأَطَعْنا ، غُفْرانَكَ رَبَّنا ، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) [البقرة ٢ / ٢٨٥].