أحشاؤهم ، كما يذاب أو يشوى به جلودهم (مَقامِعُ) مضارب أو سياط حديد يجلدون بها ، جمع مقمعة.
(أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها) أي من النار (مِنْ غَمٍ) حزن شديد يلحقهم بها (أُعِيدُوا فِيها) ردوا إليها بالمقامع (ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ) أي ويقال لهم : ذوقوا العذاب البالغ نهاية الإحراق ، أو العذاب المحرق.
(مِنْ أَساوِرَ) جمع أسورة ، وهي جمع سوار ، أي فالأساور جمع الجمع ، وهي حلية تلبسها النساء في معاصمها (وَلُؤْلُؤاً) هو ما يستخرج من البحر من جوف الصدف (حَرِيرٌ) هو المحرم لبسه على الرجال في الدنيا. (وَهُدُوا) أرشدوا (إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ) وهو كلمة التوحيد : لا إله إلا الله ، أو هو قولهم : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ) [الزمر ٣٩ / ٧٤] أو كلام أهل الجنة مع بعضهم بعضا (صِراطِ الْحَمِيدِ) أي الطريق المحمود ، وهو الإسلام أو طريق الجنة ، أو آداب المعاشرة والاجتماع. والأصح أنه طريق الله الحميد أي المحمود نفسه أو عاقبته وهو الجنة.
سبب النزول :
نزول الآية (١٩):
(هذانِ خَصْمانِ) : أخرج الشيخان وغيرهما عن أبي ذر قال : نزلت هذه الآية : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) في حمزة وعبيدة وعلي بن أبي طالب ، وعتبة وشيبة والوليد بن عتبة. أي الفريقين اللذين قاما بالمبارزة في بداية معركة بدر.
وأخرج الحاكم عن علي قال : فينا نزلت هذه الآية ، وفي مبارزتنا يوم بدر : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) إلى قوله : (الْحَرِيقِ).
وأخرج الحاكم من وجه آخر عن علي قال : نزلت في الذين بارزوا يوم بدر : حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث ، وعتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس : أنها نزلت في أهل الكتاب قالوا