(فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) أسلوب تهكم ؛ لأن البشارة المستعملة في الخير استعملت في الشر تهكما وسخرية.
(بِعَذابٍ أَلِيمٍ جَنَّاتُ النَّعِيمِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) مراعاة الفواصل في الحرف الأخير ، وهو السجع الحسن غير المتكلف.
المفردات اللغوية :
(لَهْوَ الْحَدِيثِ) ما يلهي منه عما يعني ويفيد من الحكايات والأساطير والمضاحك وفضول الكلام ، وكتب الأعاجم ، والجواري المغنيات. واللهو : كل باطل ألهى عن الحق والخير. وقد اشتريت تلك الملاهي بالفعل ، والإضافة بيانية بمعنى «من» إن أراد بالحديث المنكر ، وتبعيضية إن أراد به الأعم منه (لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) ليصرف الناس عن دين الله وهو طريق الإسلام ، أو قراءة كتابه (بِغَيْرِ عِلْمٍ) غير عالم بحال ما يشتريه ، أو بالتجارة ، حيث استبدل اللهو بقراءة القرآن (وَيَتَّخِذَها هُزُواً) ويتخذ السبيل سخرية مهزوءا بها (لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) عذاب فيه غاية الإهانة ؛ لإهانتهم الحق باستئثار الباطل عليه.
(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا) القرآن (وَلَّى مُسْتَكْبِراً) متكبرا لا يعبأ بها (كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها) مشابها حاله حال من لم يسمعها (كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً) مشابها من في أذنيه صمم أو ثقل يمنع من السماع (فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) أعلمه بوقوعه في عذاب مؤلم لا محالة ، وذكر البشارة تهكم به (لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ) أي لهم نعيم جنات ، فعكس للمبالغة (خالِدِينَ فِيها) أي مقدرا خلودهم فيها إذا دخلوها (وَعْدَ اللهِ ، حَقًّا) مصدران مؤكدان : الأول لنفسه ، والثاني لغيره ، أي وعدهم الله ذلك وحقه حقا ؛ لأن قوله (لَهُمْ جَنَّاتُ) وعد ، وليس كل وعد حقا (وَهُوَ الْعَزِيزُ) الذي لا يغلبه شيء ، فيمنعه من إنجاز وعده ووعيده (الْحَكِيمُ) الذي لا يضع شيئا إلا في محله ، ولا يفعل إلا ما تستدعيه حكمته.
سبب النزول :
نزول الآية (٦):
أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ) قال: نزلت في رجل من قريش اشترى جارية مغنية. وأخرج جويبر عن ابن عباس قال : نزلت في النضر بن الحارث اشترى قينة (مغنية)