[الإسراء ١٧ / ٣٧]. وقال صلىاللهعليهوسلم فيما رواه الجماعة (أحمد وأصحاب الكتب الستة) عن ابن عمر : «من جرّ ثوبه خيلاء ، لا ينظر الله إليه يوم القيامة». والفخور : هو الذي يعدد ما أعطي ، ولا يشكر الله تعالى». وروى ابن أبي الدنيا عن أنس رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «طوبى للأتقياء الأثرياء الذين إذا احضروا لم يعرفوا ، وإذا غابوا لم يفتقدوا ، أولئك مصابيح مجردون من كل فتنة غبراء مشتتة» وروى أيضا عن ابن مسعود رضياللهعنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «ربّ ذي طمرين لا يؤبه له ، لو أقسم على الله لأبره ، لو قال : اللهم إني أسألك الجنة ، لأعطاه الله الجنة ، ولم يعطه من الدنيا شيئا».
وروى يحيى بن جابر الطائي عن غضيف بن الحارث قال : جلست إلى عبد الله بن عمرو بن العاص ، فسمعته يقول : إن القبر يكلم العبد إذا وضع فيه ، فيقول : يا ابن آدم ، ما غرّك بي! ألم تعلم أني بيت الوحدة! ألم تعلم أني بيت الظلمة! ألم تعلم أني بيت الحق! يا ابن آدم ما غرّك بي! لقد كنت تمشي حولي فدّادا (مختالا متكبرا).
٣ ـ (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ) أي امش مشيا متوسطا عدلا ، ليس بالبطيء المتثبّط المتماوت الذي يظهر الضعف تزهدا ، ولا بالسريع المفرط ، الذي يثب وثب الشيطان ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيما رواه أبو نعيم في الحلية عن أبي هريرة ، وهو ضعيف : «سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن» ، وأما قول عائشة في عمر رضياللهعنهما : «كان إذا مشى أسرع في مشيته» فالمراد السرعة التي تتجاوز دبيب المتماوتين. وقد رأى عمر رجلا متماوتا ، فقال له : «لا تمت علينا ديننا ، أماتك الله» ، ورأى رجلا مطأطئا رأسه ، فقال له : «ارفع رأسك ، فإن الإسلام ليس بمريض».
٤ ـ (وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ ، إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) أي لا ترفع صوتك فيما لا فائدة فيه ، وأخفضه ، فإن شدة الصوت تؤذي آلة السمع ، وتدل على الغرور والاعتداد بالنفس وعدم الاكتراث بالغير ، واعتدال الصوت أوقر