للمتكلم ، وأقرب لاستيعاب الكلام ووعيه وفهمه ، وقد علل النهى عن رفع الصوت بأنه يشبه صوت الحمير في علوه ورفعه ، وإن أقبح الأصوات لصوت الحمير ، وهو بغيض إلى الله تعالى ، والسبب أن أوله زفير وآخره شهيق.
وفيه دلالة على ذمّ رفع الصوت من غير حاجة ، لأن التشبيه بصوت الحمار يقتضي غاية الذمّ ، وقد ورد في السّنة أيضا ما يدل على التنفير منه ، روى الجماعة إلا ابن ماجه عن أبي هريرة رضياللهعنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا سمعتم صياح الديكة ، فاسألوا الله من فضله ، وإذا سمعتم نهيق الحمير ، فتعوذوا بالله من الشيطان ، فإنها رأت شيطانا».
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى ما يأتي :
١ ـ إن الشرك بالله أو اتخاذ عبد من عباده أو صنم من الأصنام شريكا في العبادة مع الله ظلم عظيم ، بل هو أعظم الظلم ، لما فيه من الافتئات على الخالق الرازق ، وسخف هذا الاعتقاد ، وخلوة من أي فائدة للمشرك. وقد حققت وصية لقمان لابنه هدفها ، فقد ورد في التفسير أن ابنه كان مشركا ، فوعظه وكرر الوعظ عليه حتى أسلم.
٢ ـ برّ الوالدين وطاعتهما في معروف غير معصية فرض واجب على الإنسان ، مقابلة للمعروف بمثله ، ووفاء للإحسان ، وتقدير الفضل ، واحترام نظام الأسرة. وأمر الله بالإحسان إلى الوالدين عام في الوالدين المسلمين والكافرين ، وأن طاعة الوالدين على أي دين كانا واجبة.
غير أن طاعة الأبوين غير مطلوبة ، بل هي حرام في ارتكاب معصية كبيرة كالإشراك بالله ، وترك فريضة عينية ؛ فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وتلزم طاعتهما في المباحات ، وتندب الطاعة في ترك المندوبات ومنها الجهاد