(قُلْ : سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ، فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ، ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ) [العنكبوت ٢٩ / ٢٠].
فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على ما يأتي :
١ ـ وجوب الخوف من الله تعالى وتوحيده ، وخشية يوم المعاد الذي لا بد من حصوله.
٢ ـ البعد عن الاغترار بزينة الحياة وزخارفها ، والاتكال عليها والركون إليها ، وترك العمل للآخرة.
٣ ـ إن الدنيا غرارة ، وإن الشيطان يغرّ الناس ويمنّيهم الدنيا ويلهيهم عن الآخرة ، فيصبح الإنسان مغرورا يعمل بالمعصية ويتمنى بالمغفرة!!
٤ ـ لا يعلم أحد إلا الله تعالى بأمور خمسة : هي وقت الساعة ، ووقت إنزال الغيث ومكانه ، وعلم ما في الأرحام من أحوال الجنين وأوصافه العارضة له ، وأعمال المستقبل القريب والبعيد ، ومكان وفاة الإنسان.
قال ابن عباس : هذه الخمسة لا يعلمها إلا الله تعالى ، ولا يعلمها ملك مقرّب ، ولا نبي مرسل ؛ فمن ادّعى أنه يعلم شيئا من هذه فقد كفر بالقرآن ؛ لأنه خالفه.
أما الأنبياء فيعلمون كثيرا من الغيب بتعريف الله تعالى إياهم. وبذلك يبطل كون الكهنة والمنجمين ومن يستسقي بالأنواء (١) عالمين بالغيبيات.
__________________
(١) الأنواء : جمع نوء : وهو سقوط نجم في المنازل في المغرب مع الفجر ، وطلوع آخر من المشرق يقابله في ساعته ، وكانت العرب تضيف الأمطار والرياح والحر والبرد إلى الساقط منها.