(ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) تقديم الجار والمجرور للاختصاص ، أي إليه لا إلى غيره مرجعكم يوم القيامة.
(وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ..) حذف جواب «لو» للتهويل. أي لرأيت أمرا مهولا.
(نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا إِنَّا نَسِيناكُمْ) بينهما مشاكلة : وهي الاتفاق في اللفظ مع الاختلاف في المعنى ، فإن الله تعالى لا ينسى ، وإنما المراد نترككم في العذاب ترك الشيء المنسي.
المفردات اللغوية :
(وَقالُوا) أي منكرو البعث. (ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ) غبنا فيها وبلينا وهلكنا ، بأن صرنا ترابا مختلطا بتراب الأرض لا نتميز منه. (أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) أي أنبعث أو يجدد خلقنا ، والقائل أبي بن خلف ، وإسناده إلى جميعهم لرضاهم به. وهو استفهام إنكار غرضه الاستهزاء. (بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ) أي بل هم بالبعث جاحدون.
(قُلْ) لهم. (يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ) أي يقبض أرواحكم ملك الموت ، حتى لا يبقى أحد منكم. (ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) أي تعودون أحياء للحساب والجزاء ، فيجازيكم ربكم بأعمالكم. (الْمُجْرِمُونَ) الكافرون. (ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ) خافضوها ومطأطئوها حياء وخزيا. (رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا) أي يقولون : يا ربنا أبصرنا ما وعدتنا من البعث وسمعنا منك تصديق الرسل فيما كذبناهم فيه. (فَارْجِعْنا) إلى الدنيا لنعمل صالحا فيها. (إِنَّا مُوقِنُونَ) الآن ، ولم يبق لنا شك بما شاهدنا ، ولكن لا ينفعهم ذلك ، ولا يرجعون. وجواب (وَلَوْ تَرى ..) محذوف تقديره : لرأيت أمرا فظيعا مهولا.
(وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها) أي ما تهتدي به إلى الإيمان والعمل الصالح بالتوفيق له والاختيار من النفس. (وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي) أي ثبت قضائي وسبق (الْجِنَّةِ) الجن. (فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا) أي تقول لهم خزنة النار إذا دخلوها : ذوقوا العذاب بترككم الإيمان باليوم الآخر ، فهذا سبب العذاب. (إِنَّا نَسِيناكُمْ) تركناكم في العذاب ترك المنسي. (وَذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ) أي عذاب جهنم الدائم. (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) من الكفر وتكذيب الرسل. وقد كرر الأمر للتأكيد. وفي التعليل بأمرين : وهما الأفعال السيئة من التكذيب والمعاصي ، وترك التفكر في أمر الآخرة دلالة على أن كلا منهما يقتضي ذلك.
المناسبة :
بعد بيان الوحدانية ودليلها في قوله تعالى : (اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ