فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٧))
الإعراب :
(تَتَجافى جُنُوبُهُمْ ..) جملة فعلية في موضع نصب على الحال من ضمير (خَرُّوا). وكذلك جملة (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) منصوبة على الحال ، وكذلك (سُجَّداً) حال ، وكذلك موضع (وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) وكذلك موضع (مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) كلها منصوبات على الحال من ضمير (خَرُّوا) و (سَبَّحُوا).
(خَوْفاً وَطَمَعاً) إما منصوبان على المفعول لأجله أو منصوبان على المصدر.
(ما أُخْفِيَ لَهُمْ ما) : إما اسم موصول بمعنى الذي ، وصلته (أُخْفِيَ) والعائد مقدر ، أي لهم ، وهو منصوب ب (تَعْلَمُ). وإما استفهامية في موضع رفع مبتدأ ، و (أُخْفِيَ) خبره. هذا على قراءة (أُخْفِيَ) فعل مضارع. وأما على قراءة (أُخْفِيَ) المبني للمجهول ، يكون (ما) منصوبا ب (أُخْفِيَ) أي فلا تعلم نفس أي شيء أخفي لهم ، ولا يجوز أن يعمل فيه (تَعْلَمُ) لأن الاستفهام له صدر الكلام ، فلا ينصب بما قبله وإنما ينصب بما بعده.
البلاغة :
(خَوْفاً وَطَمَعاً) بينهما طباق.
(تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ) كناية عن كثرة العبادة ليلا.
المفردات اللغوية :
(بِآياتِنَا) القرآن (ذُكِّرُوا) وعظوا (خَرُّوا سُجَّداً) سقطوا ساجدين ، خوفا من عذاب الله (وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) نزّهوه عما لا يليق به ، كالعجز عن البعث ، حامدين له ، خوفا من عذاب الله ، وشكرا على ما وفقهم للإسلام وآتاهم الهدى ، فقالوا : سبحان الله وبحمده (وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) عن الإيمان والطاعة ، كما يفعل من يصرّ مستكبرا.
(تَتَجافى) ترتفع وتتنحى (جُنُوبُهُمْ) جمع جنب ، وهو شق الإنسان (عَنِ الْمَضاجِعِ) الفرش ومواضع النوم ، جمع مضجع ، وهو مكان النوم أو الاضطجاع (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) داعين إياه (خَوْفاً) من سخطه وعقابه (وَطَمَعاً) في رحمته ، فسرها النبي صلىاللهعليهوسلم بقيام العبد من الليل (يُنْفِقُونَ) يتصدقون ، أو ينفقون في وجوه الخير.