وذكر الثعلبي مرفوعا عن أسماء بنت يزيد قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إذا جمع الله الأولين والآخرين ، جاء مناد ، فنادى بصوت تسمعه الخلائق كلّهم : سيعلم أهل الجمع اليوم من أولى بالكرم ، ثم يرجع فينادي : ليقم الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع ، فيقومون ، وهم قليل ، ثم يرجع ، فينادي : ليقم الذين كانوا يحمدون الله على كل حال في السرّاء والضّرّاء ، فيقومون وهم قليل ، فيسرّحون جميعا إلى الجنة ، ثم يحاسب سائر الناس».
ثم ذكر الله تعالى جزاء أولئك المؤمنين الموصوفين بما تقدم فقال :
(فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ، جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) أي فلا يعلم أحد على الإطلاق من الملائكة والرسل عظمة ما أخفى الله لهم في الجنات من النعيم المقيم واللذات التي لم يطلع على مثلها أحد ، جزاء عدلا مقابلا لصالح أعمالهم التي أخفوها فلم يراءوا بها الناس ، فأخفى الله ثوابهم.
روى البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة رضياللهعنه عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «قال الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر» قال أبو هريرة : اقرؤوا إن شئتم : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ).
وروى الحاكم وصححه عن ابن مسعود قال : «إنه لمكتوب في التوراة : لقد أعدّ الله تعالى للذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع ما لم تر عين ، ولم تسمع أذن ، ولم يخطر على قلب بشر ، ولا يعلم ملك مقرّب ، ولا نبي مرسل ، وإنه في القرآن : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ).
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى ما يأتي :
١ ـ من صفات المؤمنين أنهم يخرون سجدا لله تعالى على وجوههم ، تعظيما