ترجو ثواب الله ، وأن تترك معصية الله ، على نور من الله مخافة عذاب الله.
ثم أكد الله تعالى وجوب امتثال أوامر الله ، فقال :
(وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ، إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) أي اعمل بمقتضى الوحي المنزل إليك من ربك من قرآن وسنة ، فإن الله لا تخفى عليه خافية ، يعلم بدقة بواطن الأشياء وظواهرها ، ثم يجازيكم عليها. وقوله : (إِنَّ اللهَ كانَ ..) علة للأمر باتباع الوحي ، وإشارة إلى أن التقوى ينبغي أن تكون عن صميم قلبك ، لا تخفي في نفسك تقوى غير الله.
ثم أمر تعالى رسوله بعد التزام الأوامر بتفويض الأمور إلى الله وحده ، فقال :
(وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ ، وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) أي فوض جميع أمورك وأحوالك إلى الله ، وكفى به وكيلا لمن توكل عليه ، وأناب إليه. والمقصود أن الله عاصمك وحسبك ، فهو وحده جالب النفع لك ، ودافع الضر عنك.
فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على ما يأتي :
١ ـ إيجاب التقوى والمداومة عليها ومتابعة طاعة الله أمر عام مفروض على جميع البشر ، سواء أكانوا أنبياء ورسلا وملائكة أم غيرهم ، إلا أن الأنبياء والملائكة المعصومين من المعصية يؤمرون بالتقوى تعليما وإرشادا لغيرهم ، وتنبيها بالأعلى على الأدنى. ويلاحظ أن الله تعالى لم يخاطب نبيه محمدا صلىاللهعليهوسلم إلا بلفظ النبوة والرسالة : (يا أَيُّهَا النَّبِيُ يا أَيُّهَا الرَّسُولُ) ولم يخاطبه باسمه ، تعظيما لشأنه ، وإشادة بمقامه ، وتعليما لنا للأدب معه ، مع أنه تعالى خاطب الأنبياء بأسمائهم فقال : (يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا) [هود ١١ / ٤٨] (يا إِبْراهِيمُ ، قَدْ