أرقعة» أي سبع سموات. أو «لقد حكمت فيهم بحكم الله تعالى وحكم رسوله».
ثم أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالأخاديد ، فخدّت في الأرض ، وجيء بهم مكتّفين ، فضرب أعناقهم ، وكانوا ما بين السبع مائة إلى الثمان مائة ، وسبى من لم ينبت منهم مع النساء ، وأموالهم ، لذا قال تعالى :
(وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ، فَرِيقاً تَقْتُلُونَ ، وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً) أي وألقى في نفوسهم الخوف الشديد ، لممالأتهم المشركين على حرب النبي صلىاللهعليهوسلم ، وإخافتهم المسلمين ، وقصدهم قتلهم ، فانعكس الحال عليهم ، وأسلموا أنفسهم للقتل ، وأولادهم ونساءهم للسبي ، فريقا تقتلون ، وهم الرجال المقاتلة ، وتأسرون فريقا ، وهم النساء والصبيان.
(وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها ، وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) أي جعل الله لكم أراضيهم المزروعة ومنازلهم المعمورة وأموالهم المدخرة ، وأرضا أخرى لم تطأها أقدامكم بعد وهي التي ستفتح في المستقبل ، بعد بني قريظة ، مثل خيبر ومكة وبلاد فارس والروم.
وكان الله صاحب القدرة المطلقة على كل شيء ، فهو كما ورّثكم أرض بني قريظة ، ونصركم عليهم ، قادر على أن يورثكم غير ذلك ، وينصركم على أقوام آخرين.
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت هذه الآيات إلى الأحكام والمبادئ التالية :
١ ـ إن النصر الحاسم للمسلمين على المشركين في غزوة الخندق والأحزاب ، وعلى يهود بني قريظة ناقضي العهد نعمة عظمي تستوجب الشكر والحمد لله تعالى ؛ لأنه نصر دبره الله عزوجل بإرسال الريح والملائكة ، وقد صدقت فيه