مِنْ أَنْفُسِهِمْ وهو أبٌ لهم فلما جعله الله أباً للمؤمنين لزمهم ما يلزم الوالد للولد فقال عند ذلك : من ترك مالاً فلورثته ومن ترك ديناً أو ضياعاً فعليّ وإليّ فلزم الإِمام ما لزم الرسول صلىَّ الله عليه وآله وسلم فلذلك صار له من الخمس ثلاثة أسهم إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ متعلق بمحذوف يعني إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ فاعلموا أنّ الخمس من الغنيمة يجب التقرّب به فاقطعوا عنه أطماعكم واقتنعوا بالأخماس الأربعة وَما أَنْزَلْنا وبما أنزلنا عَلى عَبْدِنا محمّد صلىَّ الله عليه وآله وسلم من الآيات والملائكة والنصر يَوْمَ الْفُرْقانِ يوم بدر فانه فرق فيه بين الحق والباطل يَوْمَ الْتَقَى (١) الْجَمْعانِ المسلمون والكفّار.
وفي الخصال في حديث الأغسال عن الباقر عليه السلام : ليلة الْتَقَى الْجَمْعانِ ليلة بدر وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فيقدر على نصر القليل على الكثير والإِمداد بالملائكة.
(٤٢) إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا من المدينة بدل من يَوْمَ الْفُرْقانِ والعدوة مثلثة شطّ الوادي وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى البعدى من المدينة تأنيث الأقصى.
القمّيّ يعني قريشاً حيث نزلوا بالعدوة اليمانية ورسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم نزل بالعدوة الشامية وقرئ العِدوة بكسر العين وَالرَّكْبُ.
القمّيّ يعني العير التي أفلتت.
والعيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : يعني أبا سفيان وأصحابه.
أقول : والتفسيران متّحدان فان أبا سفيان كان مع العير أَسْفَلَ مِنْكُمْ في مكان أسفل من مكانكم يقودون العير بالساحل والفائدة في ذكر هذا المواطن الإخبار من الحالة الدالة على قوة المشركين وضعف المسلمين وأنّ غلبتهم على مثل هذه الحالة أمر الهيّ لا يتيسّر الا بحوله وقوّته وذلك أنّ العدوة القصوى كان فيها الماء ولا ماءَ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وكانت رخوة تسوخ فيها الأرجل وكانت الغير وراء ظهورهم مع كثرة
__________________
(١) العيّاشي عن الباقر عليه السلام : في تسعة عشر من شهر رمضان يلتقي الجمعان قيل ما معنى يلتقي الجمعان قال يجمع فيها ما يريد من تقديمه وتأخيره على إرادته وقضائه «منه رحمه الله».