يوالي بيني وبينك ففَعَل وسألت ربّي أن يواخي بيني وبينك ففعل وسألت ربّي أن يجعلك وصيّي ففعل فقال رجلان من قريش والله لصاع تمر في شن بالٍ أحبّ إلينا مما سأل محمّد صلىَّ الله عليه وآله وسلم ربّه فهلّا سأل ربّه ملكاً يعضده على عدوّه أو كنزاً يستغني به عن فاقته والله ما دعاه إلى حقّ ولا باطل إلّا أجابه الله إليه فأنزل الله إليه فَلَعَلَّكَ تارِكٌ الآية.
والقمّيّ والعيّاشيّ ما يقرب منه وزاد العيّاشيّ : ودعا رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين عليه السلام في آخر صلاته رافعاً بها صوته يُسمَع الناس يقول اللهمّ هب لعليّ المودّة في صدور المؤمنين والهيبة والعظمة في صدور المنافقين فأنزل الله تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا فقال «مع» والله لصاع تمر في شنّ بال أحبّ إليّ ممّا سأل محمّد ربّه أفلا سأله ملكاً يعضده أو كنزاً يستظهر به على فاقته فأنزل الله فيه عشر آيات من هود أوّلها فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ الآية.
والعيّاشيّ عن زيد بن أرقم قال : إن جبرئيل الرّوح الأمين نزل على رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم بولاية علّي بن أبي طالب عليه السلام عشيّة عرفة فضاق بذلكَ رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم مخافة تكذيب أهل الإفك والنّفاق فدعا قوماً أنا فيهم فاستشارهم في ذلك ليقوم به في الموسم فلم ندر ما نقول له وبكى فقال له جبرئيل يا محمّد أجزعت من أمر الله فقال كلّا يا جبرئيل ولكن قد علم ربّي ما لقيت من قريش إذ لم يقرّوا لي بالرسالة حتّى أمرني بجهادهم وأهبط إليّ جنوداً من السماء فنصروني فكيف يقرّون لعليّ عليه السلام من بعدي فانصرف عنه جبرئيل فنزل عليه فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما الآية.
(١٣) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ (١) مِثْلِهِ في البيان وحسن النظم
__________________
(١) وهذا صريح في التحدّي وفيه دلالة على جهة إعجاز القرآن وإنّما هي البلاغة والفصاحة في هذا النّظم المخصوص لأنّه لو كان جهة الإعجاز غير ذلك لما قنع في المعارضة بالافتراء والاختلاق لأنّ البلاغة ثلاث طبقات فأعلى طبقاتها معجز وأدناها وأوسطها ممكن فالتحدّي في الآية انّما وقع في الطّبقة العليا منها ولو كان وجه الإعجاز الصّرف لكان الرّكيك من الكلام أبلغ من باب الإعجاز والمثل المذكور في الآية لا يجوز أن يكون المراد به مثله في الجنس لأنّ مثله في الجنس يكون حكاية فلا يقع بها التحدّي وانّما يرجع ذلك الى ما هو متعارف بين العرب في تحدّي بعضهم بعضاً كما اشتهر في مناقضات امرئ القيس وعلقمة وغيرها م ن.