من جميع الجهات متحللة ، دلت (١) على الصحو. وإن انتظمت حتى ثخن السحاب وبطلت الهالة ، دلت على المطر ؛ لأن هذه الأجزاء الرطبة المائية القليلة تكون قد صارت كثيرة. فإن تمزقت (٢) من جهة (٣) دلت على ريح تأتى من تلك الجهة ، وأنها هى التي مزقته (٤) لا سيما ومبادئ الريح (٥) من فوق. وقلما تكون حول الشمس هالة ، (٦) لأن الشمس فى الأكثر تحلل السحب الرقيقة التي تبلغ من رقتها أن لا تستر الشمس. وربما أخرجت (٧) عنها البخار الدخانى فيلتحم ويتكاثف. ومع ذلك فقد تكون حول الشمس هالة وهو الطفاوة ، وذلك فى الندرة. والتي تكون من الهالات تحت الشمس ، أدل على المطر من الخيالات القزحية التي تكون قبالتها. وإذا وقعت سحابة بهذه الصفة تحت سحابة ، أمكن أن تتولد هالة تحت هالة. والتحتانية تكون أعظم من الفوقانية ، لأنها أقرب ، فتكون تأديتها المرئى بأجزاء أبعد من الوسط.
ومنهم من ذكر (٨) أنه رأى سبع هالات معا وهو بعيد. وقد حكى (٩) بعضهم أنه رأى هالة ، فلما قدرت بالكواكب التي حاذت أقطارها (١٠) كانت قريبة من خمسة وأربعين اسطاذيا. (١١) وأكثر ما تكون (١٢) الهالة فتكون (١٣) مع عدم الريح ، فلذلك تكثر مع السحب الدوانى. وقد رأيت حول الشمس فيما بين سنة تسعين وثلاث مائة وإحدى وتسعين هالة تامة فى ألوان قوس قزح وأخرى ناقصة مولية الحدبة إليها ، فعلى هذه الصورة تكون الهالة. وقد رأيت بعد ذلك بزمان له قدر عشرين (١٤) سنة هالة تطيف بالشمس فيها قليل قوسية خفية. وإنما تتقزح هالة الشمس أحيانا ، إذا كتف السحاب وأظلم. وهالة الشمس تخالف (١٥) قوس قزح فى أن محور هذه الدائرة ينتهى إلى البصر وإلى المرئى فى الجانبين جميعا. (١٦) وتكون الهالة منطقة لذلك (١٧) المحور ، ويكون مركز دائرتها على هذا الخط بين الرائى والمرئى. وأما القوس
__________________
(١) دلت : ساقطة من م
(٢) تمزقت : تخرقت د ، سا ، ط ، م
(٣) جهة : جنبه سا ، م ؛ جنبته د
(٤) مزقته : مزقتها م
(٥) الريج : الرياح د ، سا ، ط ، م
(٦) هالة ... الأكثر : ساقطة من م
(٧) أخرجت : أخرج د ، سا ، ط ، م
(٨) ومنهم من ذكر ... السحب الدوانى : هذه العبارة ذكرت فى نسخة م فى غير موضعها
(٩) وقد حكى : حكى سا
(١٠) أقطارها : أقطاره د ، سا.
(١١) اسطاذيا : اصطاذيا م
(١٢) تكون : تتكون د ، سا ، ط ، م
(١٣) فتكون : تتكون د ، سا ، ط ، م
(١٤) عشرين سنة : ساقطة من م
(١٥) تخالف قوس : مخالف د ؛ مخالف قوس ط ، م
(١٦) جميعا : ساقطة من د ، سا (١٧) لذلك : لهذاب.