وأما إذا كانت شجرتان من نوع واحد ، وعرض لإحديهما (١) أن كبرت (٢) جدا فهى (٣) فى الأكثر أقل ثمرا. لأن السبب الذي عظم حجمها (٤) صرف المادة إلى خشبتها. (٥) لأنه إنما عظم حجمها (٦) لأنه لم يأتها (٧) من الغذاء ما يوافق لتكون (٨) الثمر (٩) ، بل إنما سمح له المغرس بغذاء يوافق الخشب ، ولو لا ذلك لكان حجمه لا يعظم ، أو لأن القوة تحتاج فى صرف الغذاء إلى الثمر إلى أفعال كثيرة وتغيرات متتالية ، ولا يحتاج (١٠) إلى ذلك كله فى صرف الغذاء إلى الخشب. وتكون الشجرة التي أمعنت فى السن قد أخذت قواها فى النقصان فتعجز عن التغيرات (١١) الثمرية ، ولا تعجز عن تغييرات (١٢) الغذاء ، قدر ما يصلح للخشبية (١٣) فينمو من أجله الخشب. (١٤) والذي ضربوا به المثل من أن (١٥) السمين أقل توليدا من القضيف ، فليس لعظم الحجم ، بل لرداءة المزاج.
ولثمار (١٦) الشجر طعوم مختلفة ، منها طبيعية ، ومنها غير طبيعية أو مقصودة فى الطبع ، كمرارة اللوز. وذلك إما لإفراط كالسبب فى مرارة اللوز ، وإما لتقصير كالسبب فى حموضة العنب. وقد تصلح هذه الطعوم بأن يعدّل (١٧) المزاج ، وقد تفسد بأن يورد على الشجرة (١٨) ما يحيل (١٩) مزاجه. فإنه إذا دهن غصن اللوز ، فيكون ما ينبت عليه من اللوز مرا ، كأن الدهنية تهيئ للاحتراق ، ويستحقن (٢٠) الحار ، فيحدث مزاج يطرد فى جميع ما ينبت من الموضع المدهون. وما (٢١) كان من الثمر عظيما عظمت معاليقه ، وما كان صغيرا ضعيفا خفت معاليقه ، وما كان يابس الجوهر يابس الغذاء كثرت الخيوط النافذة (٢٢) فيه ، لأن غذاءه يكون يابسا من جنسه ، فلا يطيع جذب الواحد جملة ، ويطيع التفريق بالامتصاص. وما كان من الثمر صلبا أو لينا جدا ، ففى الأكثر جعل غشاؤه صلبا. أما الصلب فليتناسب ، (٢٣) ولأن الوقاية يجب أن تكون أصلب من الموقى ، وهذا كالجوز واللوز.
__________________
(١) لإحديهما : لأحدهما د ، سا ، م (٢) كبرت : كبر ب ، د ، سا ، م
(٣) فهى : فهو ب ، د ، سا ، م.
(٤) حجمها (الأولى) : حجمه ب ، د ، سا ، م
(٥) خشبتها : خشبيته ب ، د ، سا ، م
(٦) حجمها (الثانية) : حجمه ب ، د ، سا ، م
(٧) يأتها : يأته ب ، د ، سا ، م
(٨) لتكون : تكون د ، سا (٩) الثمر : الثمرة ط
(١٠) ولا يحتاج : لا يحتاج ط (١١) التغيرات : التغييرات سا.
(١٢) تغييرات : تغيرات ط ، م
(١٣) للخشبية : للخشبة ط (١٤) الخشب : الخشبية د ، سا.
(١٥) المثل من أن : من المثل أن د ، سا
(١٦) ولثمار : ولا ثمار ط (١٧) يعدل : يعدله م
(١٨) الشجرة : الشجر ط (١٩) ما يحيل : ما يختل ط
(٢٠) ويستحقن : ويسحف م (٢١) وما (الأولى) : ما ب ، د ، سا ، م
(٢٢) فيه : منه م (٢٣) فليتناسب : فللتناسب ط.