أما الفترة الثالثة فقد ذكر فيها أن «كلمة الرحمن» قد أوقف استخدامها.
ويكثر فيها تكرار القصص النبوي مع تغيير طفيف في الموضوع التي تركز عليه القصة.
أما سور الفترة المدنية فالاهتمام فيها على الموضوعات وتعليمات المجتمع أكثر من الأسلوب و «نولديكه» في عمله هذا ينظر للسورة كوحدة متكاملة ذات تاريخ نزول واحد.
وهذا من الأسباب الذي جعل عمله يظهر ضعيفا لأن كثيرا من السور تحوي آيات ذوات تواريخ متعددة (١).
٦ ـ محاولة «هيرتوج هيرشفيلد» :
ظهرت محاولة «هيرشفيلد» في أوائل القرن العشرين في كتابه (أبحاث جديدة في تركيب وتفسير القرآن).
وقد اعتمد «هيرشفيلد» في عمله على مضمون السور القرآنية وعلى خصائص الفقرات المنفصلة باعتبارها وحيا أصيلا للتأكيد أو الرفض ، أو القصص ، أو الوصف ، أو التشريع .. إلخ.
وقد أعطى «هيرشفيلد» اهتماما ثانويا للتسلسل الزمني ومع هذا فهو لا يخرج عن مسلمات «نولديكه».
وهذه الطريقة من الصعوبة بمكان على الرجل الغربي الذي لا يستطيع فهم روح النص القرآني ، ولا إتقان لغته بدرجة تؤهله لمثل هذا العمل الخطير ؛ لذا عجز «هيرشفيلد» عن رؤية التجانس في بعض الموضوعات لبعض السور مما دعاه أن يضع لها موضوعات من عنده ، ويضعها في أماكن حسب رؤيته الخاصة. لذا لم يلق عمله القبول لدى الغربيين أنفسهم وخطورة هذه الطريقة أنها تسبب تفككا في السور وبالتالي فإنها تسبب تفتيتا كاملا للقرآن الكريم كما أن هذه الطريقة
__________________
(١) مقدمة على القرآن ـ واط ص ١٠٩ ـ ١١٢ ، ومقدمة القرآن ـ بلاشير ص ٢٤٩.