وقد تابعه في طريقته «شفالي». وقد أفاد «نولديكه» كثيرا بترتيب أبي القاسم عمر بن محمد بن عبد الكافي (١).
وقد ظهرت دراسة «نولديكه» الذي كان مقتنعا بضرورة ترتيب القرآن زمنيا في كتابه (تاريخ القرآن الكريم) في طبعته الأولى سنة ١٨٦٠ م ، وظهرت دراسة «شيفالي» في خلال طبعة كتاب «نولديكه» الثانية سنة ١٩١٩ م ، والذي أعيد طباعته كذلك سنة ١٩٣٨ م.
وقد وضع «نولديكه» لها طريقة مخالفة للطريقة الإسلامية. وقد كانت طريقته منطلقا لكل من جاء بعده من المستشرقين حيث تأثروا بها كثيرا وعلقوا عليها أخطر النتائج في عالم الدراسات القرآنية.
وممن تأثر بها كثيرا «بلاشير» حيث أثنى عليها في كتابه (القرآن) قائلا : [وتدل التجربة فيما يبدو أن التقيد بالمراحل الزمنية للترتيب الذي اقترحه نولديكه ، وأخذ به بعض المترجمين يجعل قراءة المصحف سهلة بل ممتعة](٢).
أما طريقته فكانت تعتمد على دراسة تطور الأسلوب القرآني من الفقرات الشعرية الخيالية في السنوات الأولى إلى التنزيل النثري المطول فيما بعد.
قسم «نولديكه» السور القرآنية إلى قسمين رئيسيين :
سور مكية وسور مدنية ، ثم قسم المكية إلى ثلاث فترات :
سور الفترة المكية الأولى وهي عنده تمتاز في معظمها بالقصر ، وبلغة إيقاعية ومليئة بالخيالات ، وظهور صيغ القسم فيها عند بداية الفقرات.
أما الفترة الثانية فهي فترة انتقال بين الحماس المهيب في الفترة المكية الأولى والهدوء الأعظم في الفترة الثالثة ونادرا ما يستخدم فيها أسلوب القسم وغالبا ما تميل فيها السور للطول.
__________________
(١) قضايا قرآنية ص ١٨١ ـ ١٨٥.
(٢) القرآن ـ بلاشير ص ٤٤.