بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
نحمدك يا من قامت له شواهد الجود ، في مشاهد الوجود ، ويامن حصّ الإنسان ، بلسان البيان وبيان اللسان : وفصلى ونسلم على معدن البلاغة والفصاحة ، ومورد الجود والسياحة. سيدنا محمد النبي المختار ، وعلى آله وصحبه السادة الأبرار. أما بعى فإنّ الناظر في الكشاف تفسير الإمام الزمخشري لا يخلو عند تأويل بعض الآيات. من مصادفة ما استشهد به العلامة عليه من الأبيات ؛ وقد نصب على ارتباط الشاهد بالآية من الأمارات ما يغنى عن نصب رايه ؛ فلا حاجة للناظر في تلك المشاهد ، إلا إلى إيضاح معاني الشواهد ؛ وقد تصدى العلامة محب الدين أفندي لشرحها ، ليكن أرسل عنان فكره إلى نحو تفسير الآيات و؛ضاحها ؛ ثم تنزيلها على الشواهد. وشحن ذلك الشرح بما استحسنه من الأبيات والقصائد وضرب صفحا عن بيان غالب الألفاظ اللغوية ، والإشارات المعانية والأسرار البيانية ؛ ولعمري إنّ هذا بمعزل عن ممارس الكشاف ، السالك سبيل الجد والإنصاف ؛ قد أغفل من جملة من الشواهد ، يراها من مشاهدهاتيك المشاهد ؛ ثم أعجب بتسميته تنزيل الآات ، على الشواهد من الأيات ؛ فضربت صفحا عن تنزل آاته ، وما استحسنه من قصائد وأبياته ؛ والتقطت ما يحتاج إليه في بيان معنى الشاهد ، من سابقه أو لاحقه مما وقفت عليه من القصائد. وأوردت ما أغفله واعنيت بما أهمله ، وفيه أتيت ، بما إليه أهديت ؛ مما يسر الناظرين ؛ ويشرح صدور المنصفين ، وسميته مشاهد الإنصاف ، على شواهد الكشاف ؛ مع أنه واف بجل المقصود. من شواهد البيضاوي وأبى السعود. ورتبته على حروف المعجم باعتبار آخر القافية ، سوى حروف الإطلاق وهى حروف المد الثلاثة : الألف والواو والياء ، فلم يخالف أصله في الترتيب إلا قليلا ، وقدمنا ثاني شواهد فاتحة الكتاب ، لما فيه من حسن فاتحة الكتاب ، وقد شرعت في المراد ، راجيا من الله السداد ؛ فقلت وعليه توكلت :